قضية غريبة سقط فيها ضابط شرطة ممتاز، يزاول مهامه بإحدى دوائر القنيطرة، كلفته ملاحقة قضائية، وزجت به في تهم النصب والعلاقة غير الشرعية، حسب ما ذكرت يومية “الصباح”.
وعلمت اليومية أن القضية انتهت، السبت الماضي، بإحالة الضابط الممتاز وعشيقته ومتهمين إفريقيين، في حالة اعتقال، على وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بأكادير، الذي أمر بإيداعهم رهن الاعتقال الاحتياطي بالسجن المحلي لأيت ملول، حيث أفادت بأن الضابط الممتاز كان على معرفة بالفتاة المعتقلة، وتربطهما علاقة غير شرعية، حسب الأبحاث التي أجرتها فرقة الشرطة القضائية الولائية لأكادير، وأن الفتاة تورطت في التوسط بين مواطنين مغربيين، وآخرين من جنسية غينية. وقد جرى إيقاف المتهمين جميعا الأربعاء الماضي في شقة بعمارة تقع في حي جيت سكن، بالمدينة نفسها، بناء على شكاية وضعها الضحيتان المغربيان، في تاسع نونبر الماضي، أمام النيابة العامة، يشرحان فيها أنهما وقعا ضحية نصب من قبل الإفريقيين بمشاركة الفتاة، وأنهم سلبوهما مبلغ 19 مليونا، بعد إيهامهما بأنهم يتوفرون على صندوق مملوء بأوراق الأورو، الملونة بالأسود، والتي لا يمكن تحويلها إلى عملة قابلة للتداول إلا بعد غسلها بمحلول خاص يتم جلبة من دولة إفريقية.
وادعى الإفريقيان أن تلوين الأوراق المالية كان بدافع إخراجها من دولتهما التي تعيش ظروفا استثنائية دفعت إلى فرارهما وجلب مدخراتهما، إذ يتحدران من عائلة ثرية، حيث انطلت الحيلة على الضحيتين، سيما بعد القيام بتجربة على ورقة من الصندوق نفسه، ومدها لأحد الضحايا، الذي قام بصرفها وتأكد من سلامتها.
الضحيتان سقطا في الكمين بتأكيدات وتطمينات خادعة من الفتاة، وفي متم أكتوبر الماضي مدا الإفريقيين وبصحبتهما الفتاة بملغ 19 مليون سنتيم، كمقابل للمحلول السحري، الذي سيعيد الأموال إلى صيغتهما الأصلية.
مباشرة بعد ذلك اختفى الإفريقيان، وأغلقا هاتفيهما، ليتقنع الضحيتان بأنهما سقطا في فخ النصب، ويلتقيا بالفتاة ويصرا على استرجاع المبلغ، إلا أنها كانت تصر على أنها قامت بتجربة أخرى مع الإفريقيين وكانت ناجحة، مطالبة بالانتظار، قبل أن تدرك بدورها أنها سقطت في المقلب، لتستدعي عشيقها الضابط الممتاز العامل بالقنيطرة، للبحث عن حل، ما دفعه للقدوم إلى أكادير من أجل مساعدتها في العثور على الإفريقيين.
أكد الضابط الممتاز أثناء الاستماع إليه أنه على علاقة غير شرعية بالفتاة، نافيا في الآن نفسه تورطه في النصب، مفيدا أنه فعلا رافق عشيقته والموقوفين الإفريقيين، من أجل الوصول إلى إفريقيين آخرين، باعتبارهما منفذي عملية النصب والاستيلاء على الملايين.