متابعة : ابراهيم فاضل [نهى بريس]
شددت السيدة لطيفة اليعقوبي، المديرة العامة للوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان، ، خلال افتتاح ورشة تشاورية تم تنظيمها على مدى يومين بالعاصمة الشرقية الرشيدية حول موضوع ” واحات مستدامة” أن استراتيجية تنمية مناطق الواحات وشجر الأركان في أفق 2030، تستهدف تعزيز صمود النظم البيئية في مواجهة تغير المناخ، وتحسين الرفاه الاجتماعي للساكنة في الوسطين القروي والحضري، وتنويع الاقتصاد المحلي وتوجيهه نحو قطاعات ذات قيمة مضافة عالية.
وأكدت السيدة اليعقوبي، على أنه تم الإشراف على هذه الاستراتيجية الواعدة والمصادقة عليها خلال المجلس الإداري الأخير للوكالة الذي عقد برئاسة وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، مشيرة إلى أن الواحات تعد بمثابة “كنوز وطنية تختزن تنوعا بيولوجيا غنيا وتضمن تنوعا كبيرا في المنتجات الفلاحية.
1
وقالت اليعقوبي أن الوكالة منذ إنشاء سنة 2010 انخرطت وفقا للتعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، في تطوير وحماية النظم البيئية التي بقدر ما هي فريدة فهي هشة ومهددة بتغير المناخ والعوامل البشرية. وسجلت السيدة المديرة أنه قد تم إحراز تقدم كبير، ولكن لم يكن ذلك ممكنا لولا الالتزام المستمر من شركائنا الوطنيين والدوليين، سواء في القطاعات الوزارية أو السلطات المحلية والجماعات الترابية والمنظمات المهنية والمجتمع المدني”. وأشارت اليعقوبي الى أن شراكة الوكالة مع منظمة الأغذية والزراعة قد اتخذت بعدا جديدا، مسجلة ” أننا نستكشف معا أفضل المقاربات لضمان استدامة واحاتنا، وفي هذا المنظور يندرج مشروع OISIL، الذي يهدف إلى إعادة تنشيط النظم البيئية الزراعية للواحات في منطقة درعة-تافيلالت”.
وفي هذا الصدد، كشفت السيدة لطيفة اليعقوبي أن هذه الورشة التي تندرج في إطار مشروع OASIL، وتهدف بشكل رئيسي إلى تعزيز التشاور، على وجه الخصوص، حول صياغة مشروع ميثاق للواحات المستدامة والذي يهدف إلى الحصول على دعم قوي ومستدام للواحات من أجل الحماية والتدبير المتكامل والمستدام للنظم البيئية الزراعية، مع مراعاة المخاطر والتهديدات، ووضع تطلعات الساكنة المحلية على رأس جميع الأولويات.
ومن جهة أخرى ذكرت السيدة اليعقوبي، أن انتخاب المغرب لرئاسة المجلس الدولي لتنسيق برنامج اليونسكو حول الإنسان والمحيط الحيوي، يشكل خطوة مهمة في التزام المغرب، وفقا للتوجيهات المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، في الحفاظ على البيئة وصيانة التراث والتنمية المستدامة.
و إلى جانبها أكد السيد جان سينهون ممثل منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة ” فاو ” بالمغرب، ، خلال نفس اللقاء بالراشيدية ، أن مشروع ميثاق الواحات المستدامة يشكل مشروعا مهما في ما يتعلق بالحفاظ على الواحات والنهوض بها وتثمينها.
وأوضح السيد سينهون، في كلمته خلال افتتاح الورشة التشاورية المنظمة بمبادرة من الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان، ومنظمة الفاو ، أن هذا المشروع يسعى إلى أن يشكل إطارا مرجعيا لصالح الاستدامة والتماسك الاجتماعي و صمود الواحات.
وأشار المسؤول الأممي إن ميثاق الواحات المستدامة يروم تقديم العديد من المعطيات والمعلومات المتعلقة بتدبير المياه في النظم البيئية، من خلال دراسات معمقة، مضيفا أن هذا المشروع له أهمية حاسمة من حيث التعاون بين الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان ومنظمة الأغذية والزراعة، وأضاف أن مناطق الواحات تواجه تحديات كبيرة تزيد حدتها بفعل التغيرات المناخية والتصحر والضغط الديموغرافي، مؤكدا ضرورة تعبئة والتزام وتعاون جميع الأطراف المعنية بهدف ضمان استدامة الواحات.
هذه الورشة التي عرفت مشاركة المديرة العامة للوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان، لطيفة يعقوبي، ورئيس مجلس جهة درعة تافيلالت، أهرو أبرو، إضافة إلى منتخبين وممثلي الجمعيات المهنية والمجتمع المدني، تندرج في إطار المكون الأول المتعلق بحوار مشروع OASIL الذي يهدف إلى إعادة تنشيط النظم البيئية الزراعية للواحات من خلال مقاربة متكاملة ومستدامة في جهة درعة-تافيلالت.
ويتوخى مشروع ” ميثاق الواحات المستدامة ” بحسب منظمي هذه الورشة، الحصول على دعم بالإجماع ودائم لحماية النظم البيئية الزراعية للواحات وإدارتها المستدامة والمتكاملة بطريقة تشاركية ومنسقة.
كما يتطلع هذا المشروع إلى بلورة رؤية استراتيجية وخطة عمل عملية وواقعية، بما يسمح بتعزيز صمود الواحات في مواجهة المخاطر التي تواجهها، لان تنمية الواحات رهينة بتضافر جهود العديد من الجهات المعنية على مستويات مختلفة من التفكير وصنع القرار والممارسات اليومية.