قصيدة ل “الدكتور محمد منصوري” بمناسبة عيد المرأة
بأي حلة عدت يا عيدْ…
عدت لتقول لي من جديدْ
بابتسامة صفراء وتحية من بعيدْ
أوه سيدتي: أنت شخص فريدْ
تمسك في يدكوردة حمراء
وتردد كالأبله صباح مساء
سيدتي، سيدتي: “عيدٌ سعيدْ”
تجاملني بكلام معسول وخطاب شديدْ
تذكرني بحقوقي في مقالات من حديدْ
وتقول لي هذا يومك، هذا عيد جديدْ
وتظن أنني بالعيد سعيدة
ولي في كل عام حقوق جديدة
لأنني فعلا عنيدة ولا أقبل التهديدْ
هل هذا هو العيدُالسعيدْ
بأي حلة عدت يا عيدْ…
هل عدت لتذكرني بعَدْلِك الذي لا يحيدْ
وبأنحقوقي لن تنقصوطبعا لن تزيدْ
وأنني الأموالمدرسة وصاحبة الرأي السديدْ
حسنا إذن، لست مجردزانية
حين تغتصب تكون هي الباغية
ولست تلك الجارية التيلا زلت تريدْ
فعيونك لا تنفك تراقبني ولو من بعيدْ
تفحص كل أجزائي في ثانية أو يزيدْ
تبحث في جسدي عن شيء بالتحديدْ
عن مكان معين بين الثنايا
عن صورة متعددة الزوايا
تعود بكإلى زمن هارون الرشيدْ
هذا حقا عيدٌ سعيدْ
بأي حلة عدت يا عيدْ…
وكم من عيد ولى فقد أضعت الحساب
فهل هذا عيد جديد أم صفحة في كتاب
إن كانسؤالي بليداولا يستحق الجواب
فلماذا جعلتم اليوم عيد
واحتفلتم بي كطفل وليد
أو يتيم تقطعت به السبلوالأسباب
إن كان كلامي كله لوم وعتاب
فلأني لا زلت أُذْكَرُ من وراء حجاب
خلف كل عظيم أنتظر متى تُفتح الأبواب
متى يُحقق العدل والمساواة
متى يكون الحق حقّاً بلا معاناة
ومتى يصير السلام حقيقة وسط السراب
عُذركم نسيت، فهذا يومُ عيدْ
بأي حلة عدت يا عيدْ…
قل لي على الأقل أنك جلبت كل هدية
ولم تنس ما سألتك في السنة الماضية
فعهودك كلهافي نظري خاوية
في العيد تسمعني أحلى الكلام
وترفع مقامي بين الأنام
وبعد ذلك تلقي بي في الحاوية
قل لي فقط أنني إنسان ولا تقل أنني مثالية
جناحي يلزمكلتحلق في السماء العالية
فلن تقصه بيديك وتسقط في الهاوية
قل لي أنك لن تظلمني بعد اليوم
ولن تسمعني عتابا ولا لوم
فكفاني ما عانيته في الأيام الخالية
وليس فقط لأن اليومَ عيدْ
بأي حلة عدت يا عيدْ…
هل عدت لتهديني باقة من الورود
لتطبع على جبيني قبلة كالودود
أم عدت لتعيد قضيتي إلى الوجود
عدت إذن لتفتح نفس القضية
لتجعل مني الجلاد والضحية
عدت لتذكرني أن للأمر حدود
أتدري؟ صرت أخشاك حين تعود
وفي جعبتك لائحة من الوعود
أخشى أن استيقظ من هذا الجمود
وأجدني في الحرب وحيدة
ولست بالعيد سعيدة
وأنت تدعوني للصمود
وتقول لي: “عيدٌ سعيدْ”
بأي حلة عدت يا عيد…
هل عدت لتمسح دمعة من على الجفون
لتعيد نظرة الأمل في العيون
هل عدت لتذكرني بمن أكون
فأنا المحامية وأنا القاضية
وأنا المرضية وأنا الراضية
وأنا العاقلة في زمن الجنون
هل عدت لتحميني من كثير الظنون
لترفع عني تهمة الفسق والمجون
وتعيد لي حريتي وحقي المسجون
فهل أقود عنك السيارة
وهل أستطيع الرقص بلا ستارة
إن كنت تعتقد حقا أن الرقص من الفنون
وحينها أهلا بالعيدْ
بأي حلة عدت يا عيدْ…
سأقول لك بأي حلة عدتَ
وكم من نساء العالم أسعدتَ
فهن يُعَنَّفْن ويُضْرَبْن منذ أن قدمتَ
أتريد أن أهلل فرحا
أن أمشي في الأرض مرحا
أن أنسى آلامهن لأنك من جديد بُعثتَ
قل لي إذن بأي حلة يا عيدُ عدتَ
وكم من نفقة مهضومة أعطيتَ
وكم من القاصرات والمغتصبات أسعدتَ
قل لي هلالحق حقٌّ أم تراه هدية
وهل المرأة إنسان أم مجرد قضية
فلا تزعج نفسك بها إن كنت قد سئمتَ
فلا عملَ يومَ العيدْ
بأي حلة عدت يا عيدْ…
إذا عدت لتسألني هل أنا بخير
فكف السؤال عني واستمر في السير
لأن حقوقي سرقت والسارق انت لا غير
فبأي وجه جئت تسألني
وتظن نفسك هكذا تساندني
وتدافع عني أمام قوى الشر
أنا فعلا مكسورة الجناح كالطير
ولكني قوية ولا أحتاج لمساعدة الغير
سأنادي في كل جامع في كل كنيسة وكل دير
لتسقط كل الحدود
فقد جاء اليوم الموعود
وكل نساء العالم بألف خير
أوليس اليوم عيدْ؟!