بقلم: شيماء الامغاري //نهى بريس//
عازف الليل
في الليلة اليتيمة
امسك قيثارة
داعب أوتارها كقطة برية
عازفا لحن الليل القاتم
أسير حزن يمزق ألحانه المتسللة من وجدانه السقيم
و قلب لم يعد بوسعه الصراخ
و التفت حوله الغجرية بجسمها الممشوق الريان
جذوة نار مشتعلة بعينها الوهاجة
تخترق القلوب الحافية
وشعرها المتوحش المفحم كشلال غاضب
تتمايل كحية رقطاء
و الليل ينفث ضبابه
و جبين القمر لامس الكون
و غجرية العازف تتراقص بحليها
و تحدث بأساور يدها جلجلة
و بخلخالها تسر أنظار الناظرين
تلتف و الريح نسماته تداعب يدها الممتدة
تلتف و تلتف حولها ألف عين و عين
و عازف الليل عاشق تعيس الحظ
فيماماته لعش شيخ القبيلة
ستزف في المساء
ستذبح ستذبح ستذبح
في عرس ترح
ستزف غجرية العازف مع دقات الطبول
تجلد روح الغجرية
و في عزفه تصير أوتار قيثارته ثعابين تنفث نارا وغضبا
و شيخ القبيلة
شرد حبيبين التماهي
اغتصب الحب
و احتكره باسم القبيلة
كما يحتكر الليل القمر و النجوم
فامتلك جسدا قلبه يسكن جسدا آخر