ندد فاعلون جمعوين إسبان ومغاربة، اليوم الجمعة ، بمدريد، بالجحيم اليومي الذي يعيشه الصحراويون المحتجزون في مخيمات تندوف فوق تراب الجزائر، وبانتهاكات “البوليساريو”.
وقال رئيس المنتدى الكناري الصحراوي، ميغيل أورتيز آسين، خلال ندوة صحفية بالعاصمة الإسبانية، إن الوضع في المخيمات مترد بسبب تصرفات “البوليساريو” وما ترتب عن ذلك من فساد ويأس، مشيرا إلى أن قادة “البوليساريو”، السائرون نحو الزوال، يأتمرون بأوامر الجزائر، غير آبهين بالأصوات التي ترتفع ضد القمع بمخيمات تندوف.
وأعرب عن أسفه لتحويل قادة البوليساريو للمساعدات الإنسانية الدولية الموجهة لمخيمات تندوف قصد التخفيف من معاناة السكان المحتجزين رغما عنهم فوق هذا التراب تحت قبضة الجزائر، ولغياب حرية التعبير داخل المخيمات، والاختفاء القسري، مشيرا إلى أن “البوليساريو” أضحت شركة يتزعمها قائد يأتمر بأوامر الجزائر، ويقود الصحراويين المحتجزين بتندوف إلى الهاوية.
وأشار، في المقابل، إلى التقدم الكبير الذي حققه المغرب في مجال الديمقراطية، إلى جانب الإشعاع المستمر والمتزايد للمملكة دوليا.
ومن جهته سلط مبارك النوهي، رئيس جمعية “لافوز ديل سحارا” (صوت الصحراء)، الضوء على الوضع المتوتر السائد في مخيمات تندوف بسبب الممارسات الدنيئة ل”البوليساريو” والقمع الذي تمارسه، مذكرا بأن استبداد الانفصاليين فجر سنة 2014 مظاهرات وأعمال شغب لم يسبق لها مثيل.
وأضاف أن تزايد مظاهرات السكان المحتجزين بمخيمات تندوف ضد القمع وانتهاك حقوق الإنسان والوضع اللا إنساني السائد في هذه المخيمات يعكس الإرادة القوية لهذه الساكنة في الثورة ضد استبداد وفساد الانفصاليين.
ووجه مبارك النوهي أصابع الاتهام إلى الجيش الجزائري محملا إياه مسؤولية قتل الشابين الصحراويين خطري ولد حماده ولد خندود ومحمد ولد عليين بويه.
وفي سياق متصل قدمت خديجتو أحمد محمد، إحدى ضحايا الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي تقترفها “البولساريو”، شهادة مؤثرة حول هذه الانتهاكات الممنهجة التي ترتكبها قيادة الانفصاليين، والمعاناة التي تعيشها النساء على الخصوص.
وقالت خديجتو إنها كانت ضحية أعمال وحشية لأوغاد “البوليساريو” المدعومين، في ذلك، من قبل العساكر الجزائريين، مؤكدة أن العديد من النساء يتعرضن للاغتصاب أو يقعن ضحايا لكل أشكال الاستغلال بمخيمات تندوف في الجزائر.
وتابعت أن النساء ضحايا هذه النزوات ليس لهن الحق في اللجوء للعدالة، بل تتم اهانتهن واذلالهن من قبل المجتمع، وقد يزج بهن في السجون”.
وبدوره حذر رئيس جمعية المفقودين في “بوليساريو”، الداهي أكاي، من الخلط الذي تغذيه الجزائر حول عدد المقيمين بتندوف، مبرزا أن الجزائر، التي ترفض إحصاء هذه الساكنة، تكذب بشأن الأرقام للاستمرار في تسول المساعدات الدولية.
وأشار الداهي أكاي إلى أن مخيمات تندوف أضحت مسرحا لكل أشكال التنكيل وسوء المعاملة وانتهاك الحقوق، داعيا المجتمع الدولي إلى التدخل من أجل وضع حد لهذا الوضع.