فاطمة الزهراء العماري " نهــى بريـــس"
مذكرة رقم 2:
بين القبول والقبول رفض وعشرات الآلات…
ماذا قلنا سابقا عن تلك الرفيقة المرهفة الإحساس، تلك التي لم تكن تدرك ما الذي ينتظرها في بيت اليسار، لم تدرك أنها ستخسر الرفيق الذي لم يكن ولن يكون لها في يوم من الأيام، كيف للنقاء والصفاء أن يتلطخ بالدماء وأية دماء؟ دماء ملطخة بألاف الذنوب والآثام ومشبوهة تخبأ في طياتها خيبات الأمل والذل وكل تجليات الضياع والأسوأ من كل السيئات هو كلمة الضحية.
قبول لم يكن يعرف مصيره المجهول وكيف ستعود تلك الدعوة دعوات ودعوات حتى يوم أخير، ذهبت ولم تعد إلا رسالة اعتذار واعتراف بحب مثالي في واقع صعب لا يقبل بالطهارة بل ينتصر للخبث اللعين.
جاءت الكلمات واحدة تلو الأخرى ورسمت ابتسامة خجولة على خدود الرفيقة لكن تلك الضحكة المحتشمة لفها الخوف، يا ترى أي خوف يلحق برفيقتنا في عالم الحب؟ رفيقتنا إنسانة طيبة حتى السذاجة والغباء، لا تريد أن تفهم أن الواقع ليس بريئا مثلها، وأن الأفراد ليسوا ملائكة مثلها، فكيف لملاك لا يبحث سوى عن الأمان والدفء والهدوء أن يستمر في الأعاصير والضوضاء والأكاذيب، كيف لحبيبة بريئة وناعمة مثل رفيقتنا أن تترك حبيبها للغد الملغوم ، كيف لها أن تترك يده في الظلمة القاتمة لوحده، لكنها فعلت ذلك لم تترك يده فقط بل تركته كله، تركت حبا شديدا لم يشفع لها أبدا أمام طيش واندفاعية فارغة لم تحصد شيئا غير التعثر والتأخر في الوصول إلى شط الأمان مع رفيقتنا المثالية.
كيف للمشاعر أن تسرع ويسرع قلمنا معها ويهرب من البدايات الجميلة السيئة فعلا، بدأت الكلمات والرسائل تتناثر هنا وهناك لتملئ فراغ رفيقتنا وعزوفها عن الدردشات الافتراضية، بين الأخذ والرد بدأت ابتسامة رفيقتنا تتعالى شيئا فشيئا حتى أصبحت واضحة وبارزة للجميع ومع اشتداد الخوف بدأت دقات القلب تتعالى ودخلت في صراع مع الخوف، وانتصرت لثواني وليالي قصيرة جدا وما تلاها إلا خوف وخوف حتى انكسر قيد الحب إلى النهاية المتوقعة ، فكيف لحب قوي أن ينتصر أمام ل هذا الوحش الصعب النيل منه.
يتبع…