قبل توقيف المدير السابق لمقبرة مستشفى باليو على إثر القضية المتابع فيها على إثر وفاة أطفال رضع والتي مازال التحقيق جاريا فيها ، قام هذا الأخير بإعطاء الأمر بقطع أشجار مستشفى بانيو التي يعود تاريخ غرسها ما يزيد عن سبعين سنة وهي قرينة الأشجار الموجودة بدار أم السلطان والمعروفة بحديقة " إيفوتيف" الموجودة في طريق الرباط والتي زرعت في نفس السنة من طرف مالك نفس الحديقة والذي سمي المستشفى على اسمه إنه المعمر" باليو " فأصبحت بمثابة تراث إنساني تعترف به جميع القوانين الدولية والوطنية والتعدي عليها يعتبر بمثابة خرق سافر ، حسب الميثاق الدولي لحماية البيئة ونظرا لاتصال الأشجار بالأرض تعتبر عقارا ولا يجوز التعدي عليها إلا بموجب سند قانوني ، في الوقت الذي نظم فيه المغرب أكبر تظاهرة عالمية لحماية البيئة والمناخ " كوب 22" مازالت هذه التصرفات ألامسؤولة أمام المسؤول الأول عن القطاع بالمدينة مندوبية الصحة ومدير مستشفى محمد الخامس الرئيس المباشر والذي لم يحرك ساكنا في هذه القضية مع العلم أن وزارة الصحة شريك أساسي للدولة في حماية البيئة ، مندوبية المياه والغابات والمجلس الجماعي للمدينة حركا مسطرة هذا الخرق القانوني الذي يعاقب عليه القانون المغربي تحت طائلة قطع الأشجار دون وجه حق حسب الفصل 597من القانون الجنائي الذي ينص: أنه من أتلف مزروعات قائمة على سوقها أو نباتات نمت طبيعيا أو بغرس الإنسان، يعاقب بالحبس من سنتين إلى خمس سنوات وغرامة من 200 إلى 250 درهما عن كل شجرة، بشرط ألا يتجاوز مجموع عقوبات الحبس خمس سنوات.
أمام سوء التدبير الإداري والجهل بالقانون ومساطره الإدارية تبقى مجموعة من الأسئلة مبهمة الجواب ألم يكن المجتمع المدني محقا عندما اعترض على تعيين هذا المدير والمعروف بماضيه ؟ ومع ذلك قامت مندوبية الصحة بتعيينه وتزكيته من طرف المدير الحالي لمستشفى محمد الخامس باعتباره الرئيس المسؤول والمباشر على رأس هذا المستشفى المعروف بكثرة الوفيات على الصعيد الوطني والسبب راجع إلى غياب أطباء التوليد المتكرر وترك الوافدات في المستشفى لابتزاز القابلات فتزيد المضاعفات غالبا ما يكون ضحيتها الجنين مع العلم أن المستشفى يستقبل أكثر من 40 حالة في اليوم ، وهي نفس الملاحظة التي وقفت عليها لجنة المجلس الأعلى للحسابات والتي طالبت جناح الأطفال في وضعية حرجة " النيوناط" بكتابة تقرير مفصل عن سبب الوفيات المرتفع والذي يعزى حسب تقرير نفس الجناح إلى أن السبب راجع إلى سوء تدبير غرفة الولادة .
سكوت المندوبية الإقليمية للصحة عن هذه التصرفات والتي غالبا ما يكون ضحيتها الأم أو جنينها يدفع المسؤول الأول عن القطاع السيد الحسين الوردي بالتدخل سريعا للحد من هذه الخروقات التي يترأسها لوبي خطير داخل القطاع الصحي بالمدينة والذي يتغاضى عن جميع الهفوات الكبيرة والصغيرة لإشباع شره الجيوب الممتلئة.
نهـى بريــــــس: هيئة التحرير