مراقبون يشيرون إلى وجود أصوات داخل تركيا تطالب بتطبيع العلاقات مع مصر.
أكد مراقبون أن تركيا باتت الدولة الوحيدة في المنطقة التي تتخذ موقفا معاديا للنظام المصري، بعد التحرك القطري، أخيرا، نحو المصالحة مع القاهرة.
وقال المراقبون إن “التحرك القطري في الآونة الأخيرة نحو المصالحة مع مصر جعل من تركيا الدولة الوحيدة في المنطقة التي تتخذ موقفاً معاديا لشرعية نظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي”، مشيرين إلى وجود أصوات داخل تركيا تطالب بتطبيع العلاقات مع القاهرة.وأشارت صحيفة “تودايز زمان” التركية، إلى أن “أمير قطر الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني، أصدر في خطوة مفاجئة، بيانًا في 21 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، أعلن فيه عن نية قطر تطبيع العلاقات مع السيسي، مؤكدا أن “أمن مصر مهم لأمن قطر، وأن البلدين تربطهما علاقات أخوية قوية”.وأضافت الصحيفة أن “تركيا وقطر كرستا منذ اللحظة الأولى جميع إمكانياتهما للوقوف ضد السيسي، القائد السابق للجيش المصري، وشككتا في شرعيته منذ أن جاء إلى السلطة في 2013، غير أن الخطوة الأخيرة لقطر للمصالحة مع مصر تعد إشارة على تعرضها لضغوط خليجية حتى تنأى بنفسها عن الحركات الإسلامية في المنطقة، لا سيما الإخوان المسلمين في مصر”.وأوضحت الصحيفة أن “الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كان من أقوى منتقدي نظام السيسي، وأكد عدم شرعيته، وكان قراره بدعم وتأييد الرئيس محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان، التي تعتبرها الإمارات والسعودية جماعة إرهابية، سببا في تدهور العلاقات التركية مع دول الخليج أيضا”.وتابعت أنه “تحت وطأة الضغوط السعودية والإماراتية، طالبت قطر الصيف الماضي أعضاء وقياديي الإخوان بمغادرة البلاد، بعد أن استضافت العديد منهم بعد هروبهم من البلاد في أعقاب وصول السيسي للسلطة، وعندما أعلنت قطر قرارها ذلك، أكد أردوغان أن بلاده ستكون سعيدة باستضافة أعضاء الإخوان المطرودين، ويبدو أن قطر باتت تركز على قضاياها الداخلية وتوليها اهتماما أكبر، بدلاً من أن تلعب دور الوسيط والقوة الإقليمية عن طريق دعم الإسلام السياسي في المنطقة”.
ونقلت الصحيفة، عن مصادر دبلوماسية، طلبت حجب هويتها، أن “مصر مستعدة للتصالح مع تركيا، وأن السيسي سيفتح الباب أمام تحسين العلاقات إذا توقفت الانتقادات اللاذعة من قبل أردوغان ومسؤولين أتراك آخرين”.
وكان نائب رئيس الوزراء التركي، بولنت ارينج، خلال مقابلة مع قناة الجزيرة التركية، أخيرا، قال إن “أنقرة تحتاج لإصلاح علاقاتها مع مصر، لكن يجب على مصر كسر هذا الجمود أولا”.
ووفقا لمصادر مطلعة، فإن “رئيس الوزراء التركي أحمد داوود اوغلو، ووزير الخارجية مولود جاويش أوغلو، ومسؤولين آخرين في الحكومة، يعارضون قرار أردوغان باستمرار توتر العلاقات مع مصر، كما أن هناك محاولات قليلة من قبل الخارجية التركية لإصلاح العلاقات مع القاهرة، لكن أردوغان عرقل محاولتين على الأقل في هذا الشأن”.
ونقلت الصحيفة عن مصادر دبلوماسية قولها إن “أمير قطر طالب مسؤولين أتراك باتخاذ خطوات لتطبيع العلاقات مع مصر، مؤكدا على حتمية تحسين العلاقات مع السيسي”.وخلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، في أيلول/ سبتمبر الماضي، كان من المقرر عقد اجتماع بين وزير الخارجية التركي ونظيره المصري سامح شكري، لكن الاجتماع ألغي من قبل الجانب المصري بعد تعليقات أردوغان عن السيسي.وتشير الصحيفة إلى “محاولات الخارجية التركية لتطبيع العلاقات مع مصر، حيث تم إرسال نائب وكيل وزارة الخارجية التركية عمر اونهون، للقاء نظيره المصري في آب/ أغسطس الماضي، في محاولة لتحسين العلاقات، غير أن اونهون تمكن فقط من لقاء ممثل جامعة الدول العربية أحمد بن حلي في القاهرة وليس نظيره المصري، وتم إلغاء الاجتماع المقرر بين الجانبين من قبل نائب رئيس الوزراء التركي أمر الله ايسلر”.وقالت إن “تركيا تخسر العالم العربي والمجتمع الدولي، فحكومتها تحاول أن تظهر في مظهر القائد الجديد للعالم الإسلامي وتسير على نفس نهج الإخوان المسلمين”.