لم تستسغ وسائل الإعلام الإسرائيلية الطريقة التي عبر بها عدد من النشطاء المغاربة في الدار البيضاء عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني، يوم الأحد الماضي، حيث أجمع الإعلام الإسرائيلي على رفض هذه التظاهرة، خاصة وأنها رفعت شعارات تطالب بوضع حد لاحتلال الأراضي الفلسطينية، ووقف الاعتداءات على المسجد الأقصى في مدينة القدس، معتبرا أن الشكل الذي اتخذته المظاهرة يدعو إلى العنف وكره معتنقي الديانة اليهودية.
وأثارت صور ومقاطع الفيديو التي نشرت عن المظاهرة حفيظة الإسرائيليين، خاصة الصور التي تجسد رجال دين يهود يحملون الأسلحة وخلفهم نشطاء يلبسون الكوفية الفلسطينية، يقومون بعد ذلك بطعنهم بالسكاكين، في إشارة إلى “انتفاضة السكاكين” التي يخوضها الفلسطينيون خلال هذه الأيام ضد الاعتداءات المتكررة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، خاصة في مدن الضفة الغربية والقدس.
موقع “جويش تيليغرافيك أجانسي” استغرب كيف ترفع هذه الشعارات “المعادية للسامية”، على حد تعبيره، في بلد قام بصرف أموال كبيرة من أجل إعادة ترميم عدد من المآثر التاريخية اليهودية، وحفظها من الاندثار، مستدلا على ذلك بإعادة ترميم لمآثر يهودية في باريس، حضره رئيس الوزراء الفرنسي، مانويل فالس، في فبراير الماضي.
وذكر المصدر ذاته أن نصف مليون يهودي تركوا المغرب خلال 19 سنة الموالية للتأسيس إسرائيل، مضيفا أن عددا منهم قتل بين سنتي 1938 و1954، استنادا لما أكده سامويل تريكانو، الباحث السوسيولوجي في جامعة باريس.
الموقع الإخباري “إسرائيل ناشيونل نيوز” انتقد الطريقة التي احتج بها المغاربة على إسرائيل وتضامنهم مع الفلسطينيين، واصفا مظاهرة يوم الأحد بأنها “دعم للإرهاب الفلسطيني الموجه للدولة العبرية”، مستغربا لترديد أطفال مغاربة شعارات داعمة للشعب الفلسطيني، من قبيل “الموت الموت لإسرائيل”، وكذا مختلف الأشكال التي اتخذتها مظاهرة الدار البيضاء كإحراق الأعلام الإسرائيلية، وحمل نجمة داوود في أكياس للقمامة، حيث اعتبر هذه الخطوة بمثابة “دعوة عدائية”.
موقع “Algemeiner” هو الآخر نقل مشاهد من مظاهرة الدار البيضاء، مشددا على أنها كانت “عدائية” في حق الشعب الإسرائيلي، و”تقف إلى جانب الهجوم الذي تتعرض له المدن الإسرائيلية”، في إشارة لانتفاضة السكاكين، إذ وصف الموقع التظاهرة بأنها “تدعم موجة العنف الأخيرة”.
وفي الوقت الذي انتقد فيه الموقع وجود الأطفال والمراهقين في المسيرة، ورفعهم شعارات مناهضة للدولة “العبرية”، نقل تصريحا للسفير الفلسطيني في الرباط، يعبر من خلاله عن “اعتزازه بالتضامن المغربي مع الشعب الفلسطيني في وجه الاعتداءات المتكررة للقوات الإسرائيلية”، معتبرا أن الأشكال الاحتجاجية تشوه اليهودية الأرثوذكسية من خلال تمثيل مشهد يقوم فيه الفلسطينيون بطعن رجل دين من الخلف، كما أنها مظاهرة “تقوم بشيطنة إسرائيل”، يضيف المصدر ذاته.
بدوره، وصف الموقع الإسرائيلي “ch10″، هذه المظاهرة بـ”المناهضة للسامية”، وما زاد من سوئها، بحسبه، هو المشاركة الكثيفة التي عرفتها، خاصة “حشود من الأطفال”، في ما استغرب كيف لدولة قامت بترميم عدد من المآثر التاريخية اليهودية، أن تمنح الترخيص بخروج مسيرة بهذا الشكل “تزيد من الكره تجاه اليهود”، بحسب ما ورد في الموقع.
وكان الآلاف قد استجابوا يوم الأحد الماضي لدعوة 35 هيئة مدنية وسياسية مغربية، للتظاهر في مسيرة جابت شوارع الدار البيضاء، تعبيرا عن التضامن مع فلسطين، خاصة بعد التطورات الجديدة التي عرفتها، والاعتداءات المتكررة في حق الشعب الفلسطيني.