غصّت مدرجات مركب “الأمل” في الدار البيضاء ذات أحد من أبريل 2002 لمتابعته يبدع في “السماتش”، ويتألق في “الآيس”.. تحركت الأنظار يمينا وشمالا، ترصد وتترقب تحركاته على تربة ينزلق فيها برشاقة.. ترقب الجميع في صمت كنائسي موعد نهاية التبادلات ليهتفوا باسم “يونس العيناوي”.. يومها أدخل البطل المغربي البهجة والسرور بتتويجه بطلا لجائزة الحسن الثاني الكبرى للتنس، وكانت فرحتنا الأخيرة بكرتنا الصفراء محليا.
هو من مواليد 12 شتنبر 1971 في الرباط، غادر حجرات الدراسة من ثانوية “ديسكارتس” في سنة 1986، ليلتحق بعد ذلك بمركز تكوين “فيلا بريميروس” في مدينة بوردو الفرنسية، ثم شد الرحال سنة 1990 إلى أكاديمية “نيك بوليتيري” في ولاية فلوريدا الأمريكية، لينطلق في مسيرته الرياضية المميزة.
دخل العيناوي إلى رابطة اللاعبين المحترفين سنة 1990، ولم تطل مدة تأقلمه مع كبار المضرب العالمي، إذ اكتشفته ملاعب “رولان غاروس” في ثاني مشاركة له في البطولة الدولية سنة 1995، لما استطاع إبهار الجميع ببلوغه دور ثمن النهائي، بعد تجاوزه ثلاث مباريات إقصائية، وثلاث في السبورة النهائية، ليواجه بعد ذلك النجم الأمريكي أندريه أغاسي على الملعب الرئيسي “فيليب شاتريي”.. حينها كان يونس يكتري شقة ويأتي عبر “الميترو” إلى ملاعب البطولة.
عاد العيناوي أكثر قوة بعد إصابة غيبته عن الميادين لسنتين، إذ تمكن من الانتقال من المركز 237 إلى 34 في التصنيف العالمي لرابطة التنس للمحترفين لسنة 1999، واستطاع التتويج بأول ألقابه في مساره الاحترافي، لما تغلب على الأرجنتيني ماريانو زاباليتا في نهائي بطولة أميرسفورت يوم 9 غشت 1999.
وكانت سنة 2000 الأفضل للبطل المغربي على مستوى بطولات “غراند سلام”، إذ استطاع العيناوي بلوغ ربع نهائي بطولة أستراليا الكبرى، وثمن نهائي بطولة رولان غاروس، بالإضافة إلى تألقه في بطولات “الماسترز 100 نقطة”، إذ تمكن من بلوغ دور ثمن النهائي في روما (أمام البرازيلي غوستافو كويرتن)، وهامبورغ (أمام السويدي ماغنوس نورمان)، وفي إيسين (أمام الأمريكي شانغ).
كانت سنتا 2002 و2003 الأخيرتين للبطل المغربي على أعلى هرم التنس العالمي، إذ تمكن من التتويج خلال الأولى بثلاثة ألقاب: بطولة الدوحة في قطر (06/01/2002)، وجائزة الحسن الثاني في الدار البيضاء (14/04/2002)، وبطولة ميونيخ في ألمانيا (05/05/2002)، بالإضافة إلى بلوغه دور ربع نهائي بطولة أمريكا المفتوحة، لما واجه الأسترالي ليتون هيويت.
ونحن نعيش أجوتء منافسات بطولة أستراليا المفتوحة للتنس التي اختتمت أمنس، يظل يونس العيناوي يحتفظ بأحد أبرز ذكرياتها؛ تلك المباراة التي أبت أن تنتهي أمام الأمريكي أندي روديك.. آنذاك كان العيناوي أقرب إلى بلوغ أفضل إنجاز له في مسيرته الرياضية، لكن الأمريكي حسمها بحصة 21-19 في الجولة الأخيرة.. كانت أجمل مباراة تابعها أسطورة التنس جون ما كينرو، وكانت خامس أطول مباراة في تاريخ اللعبة.