عبد الكبير الحراب “نهى بريس”
احتضنت قاعة ملتقى الأجيال اليوم 23 مارس 2016 بالمدينة القديمة الدار البيضاء ،على الساعة العاشرة صباحا ،ندوة تناولت موضوع الثقافة المعمارية بالمدن العتيقة ،كما سلطت الضوء على عادات و أعراف سكان مدينة الدار البيضاء ،التي تصنع تفردهم و تميزهم على غرار باقي مدن المغرب الذي يعرف بتنوعه و غناه الثقافي و الحضاري، و هو تنوع صحي يغني المغرب من حيث اختلاف اللهجات العادات و التقاليد بين المدن و القرى ، و الندوة الثقافية من تنظيم جمعيات المجتمع المدني بالمدينة القديمة في شخص مجلس الدار البيضاء للتنمية المحلية ،و جمعية مبادرة الأمل بشراكة مع عمالة مقاطعة الدار البيضاء أنفا، و ولاية الدار البيضاء أنفا ،و مجلس مدينة الدار البيضاء ،و قد جاء هذا النشاط في إطار النسخة الأولى للمهرجان الدولي للمدن العتيقة، و سيتخلل هذا المهرجان عدة أنشطة ثقافية و فنية و بيئية و معرض للمنتوجات المحلية. أما الحضور فقد اغني الندوة من خلال مداخلاته التي جاءت حول أهمية و دور الهندسة المعمارية العتيقة ،في اختزال ذاكرة المدن الثقافية و بصمتها الحضارية وصناعة هوية أفرادها ،و ضرورة إرساء ثقافة الحفاظ على المعمار البنيوي للمدينة من خلال ترميم الأبنية التاريخية و معالمها الأثرية و تحديثها، و إشادة المتاحف ، كما تم طرح مجموعة من الإشكالات منها الزحف العمراني الذي يغير ملامح المدينة، و الوافدون على المدينة الذين يغيرون الهندسة الأصلية للبنايات، مما يطمس الثقافة المحلية للمنطقة، و يشوه خصائصها الجمالية التي تصنع تفردها و تميزها، و مشكل وزارة التجهيز و النقل وزارة التعمير و إعداد التراب الوطني اللذان لا يراعيان في مخططاتهما و مشاريعهما البنايات الأثرية التي تصنع تاريخ المدينة و علامتها الفارقة عن باقي المدن . و من الشخصيات البارزة التي حظرت الندوة، السيد اندري ازولاي و السيد نبيل بن عبد الله و السيد والي مدينة الدار البيضاء و السيد عامل مقاطعات أنفا و السيد محمدالأشعري وزير الثقافة . و قد صبت مداخلة السيد أندري ازولاي على ضرورة الحفاظ على الثقافة اليهودية باعتبارها جزء لا يتجزأ من الثقافة المغربية، أما تدخل السيد الأشعري فقد كان حول الثقافة الجديدة التي جاءت بها العولمة التي لا يمكن إرساءها دون خلفية ثقافية أصلية تستمد أصولها من أجدادنا و أعرافنا و تاريخنا القديم، و قد أكد على أهمية تكوين جيل واع و مثقف و للوصول لهذه الغاية ،إذ لا بد من تشييد دور الثقافة و المتاحف و الحفاظ على الموروث الثقافي و تضافر جهود كل الجهات المسؤولة بمعية وزارة الثقافة للرفع من مستوى وعي المواطن المغربي .