كانت إشارة الملك محمد السادس إلى مشاركة حاكم أبو ظبي، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في المسيرة الخضراء سنة 1975، خلال الخطاب الذي ألقاه الملك في القمة المغربية الخليجية الأولى من نوعها بالرياض، لافتة للأنظار، خصوصا بعدما ابتسم الشيخ محمد مستحضرا مشاركته في المسيرة الخضراء وذكريات طفولته في المغرب.
سر مشاركة حاكم أبو ظبي في المسيرة الخضراء، يعود إلى سنوات مضت، إذ نشأ محمد بن زايد آل نهيان في كنف والده زايد بن سلطان آل نهيان وأمه فاطمة بنت مبارك. وقد أكمل تعليمه النظامي في الإمارات العربية المتحدة، قبل أن يرسله والده إلى المغرب للدراسة في المدرسة المولوية، في بداية سبعينيات القرن الماضي.
علاقة الشيخ محمد بالمغرب وبالأسرة الملكية، بدأت منذ بلغ 14 سنة، وقرر والده “معاقبته” بإرساله للدراسة بالمغرب.
اختيار المدرسة المولوية دون غيرها لم يكن صدفة، بل إن حاكم الإمارات الراحل زايد بن سلطان آل نهيان، والذي كانت تربطه علاقة صداقة مثينة بالملك الراحل الحسن الثاني، أعجب بصرامة الملك في تربية أبناءه وبالأسلوب الجاد الذي كان يتبعه في تكوينهم وتدريسهم في المدرسة المولوية.
وجود الأمير محمد بن زايد بالمغرب خلال دعوة الملك الراحل إلى مشاركة المغاربة في المسيرة الخضراء سنة 1975، جعلته يتحمس للفكرة ويشارك في المسيرة رغم صغر سنه. ذلك قبل أن يتوجه إلى المملكة المتحدة للدراسة بأكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية ويتخرج منها سنة 1979.
الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ورئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبو ظبي والابن الثالث من أبناء الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، هو اليوم صديق قوي للملك محمد السادس.