تحت شعار “التعجيل بالإدماج” صدحت أصوات آباء وأمهات وأولياء الطلبة المغاربة العائدين من أوكرانيا، مطالبين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار بتنفيذ وعودها بإدماج الطلبة المعنيين في الجامعات المغربية.
وتأتي الوقفة الاحتجاجية التي نظمتها تنسيقية أسر الطلبة العائدين من أوكرانيا، صباح اليوم أمام مقر الوزارة، بعد أن وضعت التنسيقية مراسلتين بمكتب الضبط بالوزارة المعنية في مارس الماضي، دون أن تتلقى الأجوبة التي تنتظرها.
مصطفى مربي، أحد الآباء المحتجين، قال في تصريح لهسبريس إن “الأسر أمضت حوالي ثلاثة أشهر من العذاب من أجل محو الآثار النفسية وتداعيات الحرب من ذاكرة أبنائها من جهة، والتفكير في مستقبلهم الذي يوجد على المحك من جهة أخرى”، مضيفا: “هؤلاء الآباء والأمهات باعوا أملاكهم من أجل تدريس أبنائهم، لذلك لا يمكن التعامل مع ملفهم خارج أجندة الأولويات”.
وفي وقت ينوه المحتجون بمجهودات المملكة من إجلاء أبنائهم، يستنكرون تأخر إجراءات الإدماج أو على الأقل الإعلان عن خطوات أولية تؤكد أن الحكومة تأخذ الملف بالجدية اللازمة، وفق أحد أعضاء التنسيقية، موضحا أن الوزارة وعدت خلال آخر اجتماع جمعها بأسر الطلبة بمباشرة إجراءات استقبال ملفات المعنيين؛ وعليه ينتظر الآباء الكشف عن الأرقام المتعلقة بعدد طلبة طب الأسنان والطب العام والهندسة وباقي التخصصات، من أجل معرفة الإمكانيات المتاحة لدمجهم في حدود الطاقة الاستيعابية للمؤسسات.
وأكد عبد الله طويل، والد طالب عائد من أوكرانيا، أن مسؤولا في الوزارة الوصية كان قد أكد استحالة إدماج جميع الطلبة في جميع الشعب، بالنظر إلى الطاقة الاستيعابية المحدودة، وهو ما زاد من قلق الأسر ودفعها إلى مطالبة الوزارة بالحسم في الملف.
ولا يحبذ الطلبة العائدون حلولا خارج الإدماج داخل الوطن، لاعتبارات تتعلق بارتفاع تكاليف الدراسة بالبلدان المجاورة لأوكرانيا.
“هذه المماطلة تدفعنا إلى وضع ملفات أبنائنا بين يدي الملك، لأننا تعبنا من طرق أبواب الوزارة، التي اكتفت بإحداث منصة لإحصاء عدد الطلبة العائدين، دون أن تمر إلى المرحلة الموالية”، تقول نجية، أم طالب عائد، مضيفة: “هذه الحرب ستكون ذكرى بالنسبة للبعض، لكن بالنسبة لنا الأمر مختلف، فأبناؤنا مازالوا يعيشون تفاصيل الأزمة، ولا داعي لتحميلهم هما آخر”.