قصبة الوداية : تاريخ الرباط و سحرها الخلاب

[[ نهى بريس ]]4 يناير 2015
قصبة الوداية : تاريخ الرباط و سحرها الخلاب

1441478_214999422005677_2135652148_n

تحتل قصبة الأوداية مكانة متميزة في عمق مدينة الرباط العتيقة. حيث تقابل مدينة سلا ، وتتميز بأسوارها التاريخية التي تطل على المحيط الأطلسي . كما يستمتع زوارها بمنظر الغروب الفريد وهم يتأملون الشمس تختفي بين زرقة السماء وزرقة المحيط.
ولعل هذا ما يجعلها مكانا مفضلا للفنانين، فهي اليوم تضم مجموعة من المراسم التشكيلية، من بينها مرسم الفنان محمد بناني، ومرسم النحات رشيد الغنيمي واخرون.كما أنها قاعدة المطرب العصري محمود ميكري، الذي ينظم بها المهرجان السنوي “جاز الأوداية”.
وتتميز قصبة الأوداية بحديقتها الأندلسية الفيحاء، ومقاهيها التقليدية التي تعج يوميا بالسياح من كل حذب وصوب و من مختلف الأصقاع لاحتساء الشاي المغربي على الطريقة التقليدية المعروفة باسم «الزيزوا». كما تتميز بمتحفها المقام في الجناح الذي بناه السلطان مولاي اسماعيل في القرن 18، ويختزن مختارات من الأزياء المغربية القديمة والمجوهرات التقليدية والأسلحة العتيقة ، كما تتميز بحمامها التقليدي الذي يضم مقتنيات السلطان .
ويؤكد الباحثون أن قصبة الأوداية، الرابضة على ربوة عند مصب نهر أبي رقراق، تختزل تاريخ المغرب. تتجاور فيها آثار الدول التي حكمت البلاد خلال القرون العشرالماضية.
وهي قصبة عتيقة واتخذها المرابطون قاعدة عسكرية لمحاربة قبائل برغواطة الأمازيغية، ومنطلقا لحملاته العسكرية إلى الأندلس، فهي بذلك أعرق تجمع سكني في الضفة اليسرى لمصب أبي رقراق. ولو أننا لا نعرف على وجه التحديد بقايا العهد الأول غير المؤرخ. ويشار هنا إلى أن أشغال تجهيز موقف للسيارات جوار الباب الكبير أدت قبل عامين إلى اكتشاف جدران مطمورة خارج الأسوار التاريخية لقصبة الأوداية، وهو ما من شأنه أن يلقي بعض الضوءعلى تلك الحقبة المغمورة.
أما تاريخها المكتوب، فيبدأ في منتصف القرن الثاني عشر للميلاد، عندما اختارها سلاطين دولة المرابطين اعتباراً لموقعها المتميز والاسترتيجي، وازدادت أهميتها في العهد الموحدي الذين جعلوا منها رباطا أطلقوا عليه إسم المهدية، إلى أن استوطنها المورسكيون في مطلع القرن السابع عشر،وبنوا سورها الأثري المعروف بالسور الأندلسي الذي كان له دور دفاعي في وجه الغزاة المستعمرين، إن موقعها الاستراتيجي المطل على البحر والنهر يجعلها قبلة للزوارمن مختلف الطبقات و الأعمار.

سكينة بن علال  _  الرباط  (صدى المغرب)
error: Content is protected !!
مستجدات