معركة أبل مع مكتب التحقيقات الفدرالية حول حل شيفرة هاتف أيفون يعود إلى متهم بالإرهاب أصبحت معركة بين عمالقة التكنولوجيات الحديثة، ففي الوقت الذي انحاز مؤسسي فايسبوك وواتساب إلى موقف أبل التي رفضت الرضوج لمطالب FBI بدعوى أن ذلك سيفتح بابا خلفيا لانتهاك خصوصيات الزبائن والاعتداء على معطياتهم الشخصية، ساند بيل غيتس، إمبراطور مايكروسوفت موقف الحكومة الأمريكية باعتبار أن مكافحة الاٍرهاب مقدمة على حماية خصوصيات مستعملي هاتف أيفون.
ويعتقد أن موقف بيل غيست هذا ناجم عن العداوة القائمة بين شركة أبل وشركة مايكروسوفت التي خسرت الكثير من وزنها أمام شركة ستيف جوبز. وكانت شركة أبل الأمريكية قد تقدمت، اليوم الخميس، بوثائق للمحكمة، تطالب من خلالها بإلغاء القرار القضائي الذي يلزمها بمساعدة مكتب التحقيقات الفيدرالي في فك تشفير أحد هواتف آيفون.
وقالت أبل، خلال بيان لها، إن هذه القضية تمثل سابقة خطيرة، إذ أنها تعتبر إجبارا للشركة على انتهاك أمن وخصوصية مئات الملايين من المستخدمين، عن طريق إنشاء أبواب خلفية تسهل اختراق هاتف واحد.
وأوضحت الشركة أن تطويرها أي برمجيات تساعد في فك تشفير هاتف آيفون واحد، قد يسهل على القراصنة الإلكترونيين اختراق بيانات المزيد الهواتف، حال حصلوا على هذه البرمجيات بأي طريقة أو طوروا أخرى مماثلة لها.
وأكدت أبل أن الحكومة الأمريكية أساءت لقانون عمره 200 عام، لإجبارها على تطوير برمجيات تساعد في اختراق هاتف آيفون، لافتة إلى أنها تدعم بقوة جهات إنفاذ القانون في تحقيق العدالة ضد الإرهابيين والمجرمين، لكنها ترفض هذه الطلب لأنه ينتهك الدستور والقانون.
وكانت السلطات الأمريكية قد عثرت على هاتف آيفون يخص الإرهابي سيد فاروق، منفذ هجوم سان برناردينو، بولاية كاليفورنيا، الذي أسفر عن مقتل 14 شخصا وإصابة آخرين، في ديسمبر الماضي، إذ طلبت بعض البيانات عن صاحب الهاتف من أبل، التي قدمت ما لديها من معلومات.
ولم يكتف مكتب التحقيقات الفيدرالي بالبيانات التي سلمتها أبل، ليطالبها، من خلال قرار قضائي، بتطوير نسخة خاصة من نظام التشغيل iOS، يمكن تثبيتها على هواتف آيفون، على ألا تتضمن خاصية حذف البيانات بعد تجربة عدد معين من رموز المرور، فضلا عن إلغاء خصائص أخرى للأمان.