بقلم: حنان النابلي
ألقيت هذا الجسد المنهك على الأرض عبثا حاولت النوم..العينان مغمضتان لكن في الرأس تجول العديد من الخواطر..راودني طيفك، فكرت في تدوينتك الأخيرة عن الرحيل فالمني الأمر..طرق الذاكرة أيضا حديثنا عن الكوميديا الالهية لدانتي..وسط كل هذا حضرت “ريما” و”ندى” بطلتا آخر رواية قرأتها وأنا أتمعن في صمودهما الغريب ودفاعهما المستميث عن الهوية والانتماء لوطن لم يقدم لهما غير النبذ، وكيفا عاشتا وهما تفكران في ترسيخ مقولة امرأة بقلب رجل..لم أنس عاشقي المتيم الذي يهديني كل صباح وردة حمراء أو قصيدة بقافية أو أخرى نثرية ارتجلها وسط بيادر القمح..فكرت أيضا في بطلي أحمد الذي يصرخ في وجهي كل صباح قائلا: هل توقفت عن التفكير في أن تصيري صحافية مشهورة؟! هل تبخر الحلم؟!..متى تكفين عن تدوين الأشعار البئيسة وتدبيج الخواطر الحزينة والتقاط الصور..هل ستلخصين حياتك في انتظار العدم! كلا يا أحمد لم أنس حلمي..لا أخفيك أنني فكرت في تغيير المسار مرات عدة ففشلت..كتبت الأشعار أيضا لأقتل الفراغ والرغبة المشتعلة داخلي في أن أكتب..لكنني مازلت في كل يوم أفكر في الطريقة المثلى حتى تسري بذكري الركبان ويتخذ اسمي بعده” الأفريقي” أو بريقه اللامتناهي ولما لا أعتلي به برجي “العاجي”..لكنني لم أجد بعد الوصفة السحرية لذلك . نصائحك لي بمتابعة مستجدات الساحة الوطنية والدولية باءت بالفشل فقد عمت واستشرت أخبار الدم في كل مكان ..قصاصات الأخبار التي أوصيتني بجمعها عن أسرار النجاح حولت غرفتي الى كومة من أوراق فأحرقتها في عاشوراء وأنا أرقص ألما..حتى آلة التسجيل التي عاشت معي ميلاد الحلم وسجلت فيها التقارير الاخبارية وبعض المعلومات عن ملفات العقار والاختلاسات تخلصت منها برميها في النهر.. عزيزي أحمد ماذا أفعل؟؟ هل أكتب مقالة مستفزة أجلد فيها كلاب الصيد حتى تقام الدنيا من حولي ولا تقعد ويزج بي وراء القضبان، وأعلن بعدها الاضراب عن الطعام فتشمر الهيئات الحقوقية والنقابية عن ساعديها لتبديج البلاغات وتعلن عن الوقفات والاحتجاجات تتلوها الشعارات وتتوالى الهاشتاغات داعية الى اطلاق سراحي أم أدون حقائق تكشف لأول مرة عن مافيات العقارات وأباطرة المخدرات حتى يمحى أثري أو أنسى في معتقل مجهول..وفي الحالتين فالشهرة مضمونة وسيقال عني شهيدة الرأي والحقيقة..وتكتب عني نقابة الصحافة منددة والجرائد مقالا يتيما ثم أنسى كما لم أكن.حينئذ لا تنسى أن تسأل أبي، لماذا لم يختر لنا كنية تليق بعالم الشهرة ك”ساروت الرباح” أو” صياد النعامة” علها تكون مفتاح الخير علينا بدل الكنية الحالية..لكن رجاء قل له أن لا يعيد على مسامعك تلك الرواية التي مفادها أن جدنا الأعظم كان ذا شهرة منقطعة النظير وصيت ذائع فقد كان نبال القبيلة دون منازع.
“نهى بريس”