[su_spacer]
شيماء الامغاري //نهى بريس//
[su_spacer]
كل شخص يتذكر أغنية مميزة لازال يحفظ كلماتها و يدندن لحنها عندما يخلو لنفسه باحثا بين أدراجها عن أشيائه القديمة فينتشل ذكريات لم يفلح الدهر في إتلافها لأنها ببساطة صنعت مرحلة مهمة من حياته تسافر به لمحطات لم تغير موقعها خريطة الزمن.
[su_spacer]
فهذه أغنية قديمة تشبه حبا عشته وراء نافذة غرفتك الصغيرة في سن يشبه الزهرة التي لم يكتمل نموها بعد فتتذكر كم كنت ساذجا و أنت تراقب من حرك فيك نبضات القلب الأولى يتوجه لبيته الذي يجاور بيتكم لتفتح دفتر الذكريات راسما قلوبا طائشة يشقها سهم كاتبا عبارات الشوق و الحنين وقصائد نزار هنا و هناك على جنبات الدفتر ساهرا لأديم الليل على ضوء شمعة ترقص على رذاذ المطر و رنين أغنية تشبه من تحب قبل أن يحل موسم الدموع و فصل الخريف لتكتشف أن ما تعيشه شطحات خيال لا أكثر فتمضي ضاحكا على عمر مضى و مضت معه لحظات جنون لن تعيده الفصول القادمة .
[su_spacer]
عندما تمر في بالك أغنية ثورية فتوقظ فيك الحنين الدفين لمقاعد الدرس بالجامعة و ما تحمله من حماس و اندفاع و روح ثورية فتعود بك لأيام اعتقدت فيها انك خلقت لتكون مناضلا ثوريا لتدافع عن الحقوق المهضومة لتقف ضد النظام و بان قاعدتك العسكرية تكمن بالحرم الجامعي و جنودك هم الثوريون من الطلبة و بأنكم تشكلون معا كثلة يصعب قهرها فتتفاعل مع الخطابات التي تلقى في الحلقيات و تشارك في المظاهرات و تحس بأنك وطني بداخلك شعلة كجذوة مشتعلة لن تتمكن الرياح العاتية من إخمادها فتمضي سنوات دراستك لتتخرج تاركا خلفك عالمك الذي صنعته بالجامعة لتصبح شطحات خيال .
[su_spacer]
ذلك اللحن كبساط علاء الدين يحملك لأرض تشتاق لترابها لأزقتها لأحيائها لأبواق سياراتها عندما تضطر الرحيل لأرض أخرى لظروف العمل أو الدراسة فتجد سلواك في أغنية تشبه ألوان الوطن ودروب الصبا التي الفتها فيشدك الحنين إليها لأناس كنت تدندن كلماتها رفقتهم لطبق أعدته أمك على ألحانها فتفيض الدموع سيلا و يشتد الشوق فتنتهي الأغنية لتجد أنها شطحات خيال .
[su_spacer]