أثار وقوع حالة وفاة لسيدة مصابة بإنفلونزا الطيور أمس، حالة من الذعر بين المواطنين خوفا من تجدد انتشار الفيروس، ووقوع المزيد من الإصابات والوفيات، خاصة مع قدوم فصل الشتاء، فيما قال خبيران فى مجال مكافحة المرض لوكالة الأناضول إن الفيروس متوطن فى مصر، وإن الخطر يظل قائمًا خاصة فى ظل تربية الطيور بالمنازل.
وأعلن حسام عبدالغفار المتحدث باسم وزارة الصحة ، عن وفاة سيدة قروية أمس الإثنين، بعد إصابتها بفيروس انفلونزا الطيور (H5N1) في محافظة أسيوط جنوبي مصر، نتيجة مخالطتها لطيور مصابة، في ثاني وفاة بالفيروس في البلاد هذا العام.
وأضاف عبد الغفار فى بيان للوزارة تلقت الأناضول نسخة منه، أن 7 حالات إصابة اكتشفت هذا العام، إحداها المرأة التي توفيت أمس في مستشفى أسيوط الجامعي، وتبلغ من العمر 19 عاما بحسب ما ذكرت وكالة “الأناضول”.
وذكر وكيل وزارة الصحة في أسيوط أحمد عبد الحميد، أن المرأة خالطت أيضا طيورا نفقت بعد إصابتها بالمرض، مضيفا أن المرأة نقلت من القرية التي كانت تقيم فيها إلى مستشفى الحميات ثم إلى مستشفى أسيوط الجامعي بعد أن ساءت حالتها.
من جانبه، قال عمرو قنديل، وكيل وزارة الصحة والسكان لشؤون الطب الوقائى، إن ظهور إصابات جديدة بالمرض أمر طبيعي فى ظل وجود المرض فى مصر منذ 2006.
وأضاف قنديل فى تصريحات لوكالة الأناضول، أن عدد حالات الإصابة التى وقعت هذا العام تعتبر فى المعدل الطبيعي وليست مقلقة فى ظل توطن الفيروس فى مصر، لافتا إلى أن الحالات السبعة التى ظهرت هذا العام توفى منهم حالتين، فيما لا يزال هناك حالتين بالمستشفى تتلقى العلاج، و3 حالات خرجوا من المستشفى بعد تعافيهم من الإصابة بالمرض.
وأشار قنديل إلى أن وزارة الصحة اتخذت عدة إجراءات لمواجهة الفيروس، من خلال رصد حالات الإصابة الجديدة، وتدريب الأطباء على مواجهة الحالات الطارئة، وتوفير المستلزمات الطبية بالمستشفيات، ورفع كفاءت المعامل المركزية لوزارة الصحة، ورفع كفاءة غرف العزل الموجودة بمستشفيات الحميات على مستوى الجمهورية، وهذه الإجراءات اعتيادية تتخذها الوزارة لمواجهة الأمراض الفيروسية وعلى رأسها إنفلونزا الطيور.
وقال مصطفى أورخان، مؤسس مركز الأنفلونزا التابع لمنظمة الصحة العالمية، ورئيسه السابق، إن خطر ظهور حالات جديدة بإنفلونزا الطيور، سيظل قائما، لأن المرض متوطن فى مصر، وهناك سيدات يربين الطيور فى المنازل.
وأضاف أورخان فى حديث لوكالة الأناضول، أنه لا خوف من مزارع الطيور لأنها تقوم بتطعيم الطيور بانتظام، لكن الخطر يأتى دوما من ربات البيوت اللاتى يربين الطيور فى المنازل ويخالطنها بشكل مباشر، ولا يعتنين بالنظافة الشخصية، كغسل اليدين بالماء والصابون عند مخالطة الطيور.
أورخان أشار إلى أن أكثر الإصابات بالفيروس التى وقعت فى مصر منذ ظهور المرض عام 2006، كانت بين السيدات، مضيفا أن كيفية اكتشاف إصابة الطيور الداجنة بالفيروس سهلة، حيث يظهر عليها حالة الإعياء بمجرد إصابتها، لكن الخطر يكمن فى ترية البط والأوز، لأن اعراض الإصابة لا تظهر عليه بسهولة.
وناشد مؤسس مركز الأنفلونزا التابع لمنظمة الصحة العالمية، ربات البيوت بالاعتناء بالنظافة الشخصية، لأن الفيروس ينتقل عبر براز الطيور المصابة إلى الإنسان، كما ناشدهن بضرورة إبلاغ هيئة الطب البيطرى لاتخاذ الإجراءات اللازمة نحو بؤر الإصابة بأنفلونزا الطيور، عند ظهور أى حالات إعياء بين الطيور، للحد من انتشار الفيروس.
كما ناشد أورخان وزارة الصحة والقائمين على القنوات التلفزيونية الخاصة، بتكثيف الحملات الإعلامية، لتوعية ربات البيوت بخطورة الفيروس، وكيفية التعامل مع الطيور بشكل سليم، وضرورة الحفاظ على النظافة الشخصية للوقاية من الأمراض الفيروسية.
ووفقا لوزارة الصحة، فقد ظهر فيروس إنفلونزا الطيور في مصر لأول عام 2006 بحياة أكثر من 60 شخصا منذ ظهوره، وكبد البلاد التي يعمل مئات الآلاف من سكانها الريفيون على تربية الدواجن خسائر قدرت بمليارات الجنيهات.
وإنفلونزا الطيور هو مرض فيروسى معد يصيب الطيور، لاسيما الطيور المائية البرية مثل البطّ والإوز، وينتقل بين الطيور المصابة، فيما تنقل الطيور الموبوءة بالفيروس المرض للإنسان من خلال ملامسة برازها ومخالطتها، لكن لم يثبت أن انتقل الفيروس من الإنسان إلى الإنسان حتى الآن.
الجدير بالذكر أن أعراض الاشتباه في إصابة الإنسان بإنفلونزا الطيور تتضمن التهابا حادا بالجهاز التنفسي وارتفاع درجة حرارة الجسم إلى 38 درجة مئوية أو أكثر، مع ظهور أعراض أخرى، منها آلام بالجسم واحتقان بالحلق ورشح وصداع وغثيان وقيئ وإسهال مع وجود تاريخ لمخالطة طيور سليمة أو مريضة أو نافقة، أو وجود تاريخ مرضي بالسفر خلال أسبوع قبل بداية الأعراض لمنطقة موبوءة بأنفلونزا الطيور، مع مخالطة مباشرة لطيور داجنة أو طيور برية أو زيارة خلال أسبوعين لمزرعة دواجن في منطقة بها تفشى وبائي.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن فيروس إنفلونزا الطيور (H5N1) انتقل من الطيور إلى البشر لأول مرة عام 1997 أثناء تفش ظهر بين الدواجن في منطقة هونغ كونغ الصينية، وتمكّن ذلك الفيروس، منذ ظهوره وانتشاره مجدّداً على نطاق واسع في عامي 2003 و2004، من الانتقال من آسيا إلى أوروبا وأفريقيا، ممّا أدى إلى وقوع ملايين من الإصابات بين الدواجن، وعدة مئات من الحالات البشرية التي أسفرت عن كثير من الوفيات.