فالكاو وكافاني وجهان لعملة واحدة .. فضلا الأموال فكان الفشل مصيرهما

مسيرة الثنائي اللاتيني المتألق الكروية تمر بفترة فراغ كبيرة بسبب سوء الاختيار.

لا يختلف اثنان على موهبة وقدرات ثنائي الهجوم العالمي رادميل فالكاو وايدينسون كافاني، لاعبان اشعلا سوق الانتقالات خلال المواسم الأخيرة ودار حولهما جدلاً كبيراً بسبب التنافس الشديد بين كبار أندية أوروبا من أجل الحصول على خدماتهما خاصة في نهاية موسم 2012 – 2013 .

هذا الموسم الذي شهد تفجر موهبة فالكاو الذي أصبح ماكينة اهداف متحركة وقاد منتخب بلاده كولومبيا إلى التأهل إلى نهائيات مونديال البرازيل إضافة إلى تسجيله 28 هدفاً مع فريق اتلتيكو مدريد في الليغا، ولا تقل نجاحات النجم الاورغوياني كافاني شأناً حيث قدم موسماً خرافياً مع فريقه نابولي الايطالي حيث نجح في تسجيل 29 هدفاً في بطولة هي الأفضل دفاعياً .

نجاحات اللاعبان جعلت منهما الصيد الأغلى لجميع اندية أوروبا وعلى رأسها ريال مدريد وبرشلونة في اسبانيا، ومانشستر يونايتد وتشيلسي في انجلترا، ويوفينتوس في ايطاليا، إضافة إلى القطبين الجديدين في سوق الانتقالات باريس سان جيرمان الفرنسي ومانشستر سيتي الانجليزي .

ولكن فاجئ اللاعبان الجميع بإختيارهما الذهاب إلى الدوري الفرنسي الذي لم يعد يحظى بمتابعة جماهيرية كبيرة بسبب تراجع قيمته الفنية وبرودة المنافسة على لقبه، ولكن كان لرأس المال كلمة أخرى حسمت القرار من جانب اللاعبين على حد سواء، ليختار كافاني الرحيل إلى باريس سان جيرمان مقابل 64 مليون يورو في صفقة قياسية في تاريخ الدوري الفرنسي، ويفضل فالكاو الإنضمام إلى صفوف موناكو مقابل 45 مليون يورو وراتب سنوي للاعب يبلغ 14 مليون يورو .

ولكن أثبتت التجربة ضيق أفق اللاعبين وسوء اختيارهما الشديد .. ولم تكن أيام الدوري الفرنسي سعيدة بالنسبة لهما، فمن جهته فشل كافاني في حجز مكانة أساسية في تشكيلة الفريق الباريسي ولم ينجح في تشكيل ثنائياً متفاهماً مع النجم السويدي زلاتان ابراهيموفيتش، ولم يسجل سوى 16 هدفاً في الدوري الدوري الفرنسي الموسم الماضي خلال 30 مباراة شارك بها إضافة إلى أربعة أهداف في بطولة دوري الأبطال.

أما خلال الموسم الحالي فتراجع مستوى اللاعب تماماً وتناثرت أقاويل تؤكد أنه لا يشعر بالراحة في العاصمة الفرنسية ولا يرغب في الاستمرار في أجواء الدوري الفرنسي، اللاعب لم ينجح سوى في تسجيل سبعة اهداف خلال 18 مباراة في الدوري هذا الموسم، ولكن نجاحه كان أفضل في دوري الأبطال حيث تمكن من تسجيل خمسة أهداف خلال ستة مباريات وهو معدل جيد للغاية .

أما الكولومبي فالكاو فكان حظه أكثر سوءاً ؛ فبعد مشاركة اللاعب خلال 17 مباراة وتسجيله 9 أهداف في الدوري الفرنسي أصيب إصابة خطيرة في الركبة أبعدته عن الملاعب حتى نهاية الموسم وحرمته من المشاركة مع منتخب بلاده في نهائيات كأس العالم .

وضحى فالكاو بفرصة المشاركة في بطولة دوري أبطال أوروبا مع فريقه اتلتيكو مدريد من أجل أموال موناكو، ولكن الإصابة حرمته من إستكمال الموسم مع فريق الإمارة الفرنسي، ولكن حتى بعد عودته إلى الملاعب ضحى مرة أخرى بالمشاركة مع الفريق في بطولة دوري الأبطال وفضل الإنتقال إلى صفوف مانشستر يونايتد الانجليزي الغائب عن المشاركات الاوروبية هذا الموسم، انتقال النمر الكولومبي إلى صفوف الشياطين الحمر وصفه البعض بأنه إعلاناً ضمنياً عن ندمه الشديد على قرار الانضمام إلى موناكو وهو ما أكدته بعض المصادر المقربة من اللاعب .

فالكاو ما زال طريداً للعنة الإصابات هذا الموسم وغاب لفترة طويلة عن المشاركة في تشكيلة المدير الفني الهولندي لويس فان غال، ولم يتمكن سوى من تسجيل ثلاثة أهداف خلال 12 مباراة شارك بها وهو معدل متدني للغاية يعكس مدى تراجع مستوى اللاعب عن ذي قبل .

ويعاني اللاعب من غموض مستقبله حيث لم يحسم فان غال أمره بعد سواء بالتعاقد مع اللاعب بشكل نهائي أم إنهاء فترة إعارته وعودته إلى صفوف موناكو، وهو نفس الغموض الذي يكتنف مصير كافاني مع فريقه الباريسي حيث تؤكد تقارير الصحافة الفرنسية إقتراب اللاعب من الإنتقال إلى الدوري الانجليزي وتحديداً إلى فريق أرسنال، ولكن تمسك ناديه به من أجل استكمال رحلة دوري الأبطال هذا الموسم قد تجبره على إستكمال الموسم في الملاعب الفرنسية .

عندما يتخذ اللاعب قراره بالإنتقال إلى أحد الأندية معتمداً فقط على الجانب المادي عادة ما تكون النهاية مؤلمة، ويكون الفشل هو العنوان الأبرز لمسيرته، ولكن ما زال أمام الثنائي الفرصة للعودة مرة أخرى لصدارة هدافي العالم التي كان اللاعبان هما أجدر المتنافسين عليها .