رضوان المسكيني “نهى بريس”
لا أدري كيف صعدنا السلالم ؟
والحواس متأرجحة بين رائحة المشوي وصوت الصحون.
جميع النوادل بنفس الطاقم،
في كل زاوية، و كأنك في قصر روماني.
أما الزبائن، في رحلة ضيد شره ما بين الشوكة والسكين.
وصلنا الطابق العلوي
الكراسي و الطاولات منظمة وكأنك في طائرة قطرية
اعتادت الذهاب من مكة إلى الصين.
جلست سيدتي أمامي وورائها مسمك زجاجي …
وست سمكات انحنت إجلالا
لصاحبة اللباس الذي يجمع ما بين الحضارة والدين.
بغتة هبت ريح صرصر فتناثرت المناديل الورقية على الأرض
فسارعت حمامتي لالتقاطها وكأنها غجرية اعتادت جمع النقود
حكت لي … وبكت ، ترنمت واشتكت من ماض أليم تميز بالعنف و الشدود.
فوضعت باطن يدها على كتفي أثناء الحديث، فانسدل شعرها …
لأشاهد وشما وكأنه نقش بربري جاء ليحيي زمن هود وثمود
نفس البريق لعين شدتني في اليوم ما بعد الأول
تحت شجرة التوت … عندما حكيت لها عن طفولتي وفقدان أمي …وحريتي
بعد اليوم الثاني كثير من سفر التكوين
لنعود لطرح نفس السؤال … من أنا ومن أنت ؟
ولمادا أنا و أنت ؟ وَ … وَ … وَ …
إلى أن همت بي وهمت بها لولا أن رأت برهانا من ربها ،
فاستبشرت بعاقبة اقتراب النار من البنزين.
فلا تتعجبوا ولا تسخروا من روح إلهية
زارت يوم الأحد مطعم الدلفين.