فاطمة الزهراء العماري "نهى بريس"
مذكرة رقم 3:
بين العزوف عن الحب والإقبال عن السياسة:
لم يأخذ الحب الذي توهمته رفيقتنا وقته الذي أرادت أن تخصه له، ولهذا فقلمنا هو الاخر يركض مهرولا نحو الانطلاق في وصف التجربة في بيت اليسار، فالرفيق كان المدخل وكان العنوان لم يكن غير ذلك المرشد السياسي لأجنبي لا يعرف أي من أبجديات ذلك العالم الموحش والمظلم الذي أراد أن يأكل أطراف رفيقتنا ويكسر أجنحتها التي لا طالما أرادت أن تحلق بها بعيدا في سماء كل ما هو إنساني وأخلاقي متعالي عن الأخلاق الدنيسة.
بمجرد ما وصلت الدعوة إلى رفيقتنا للمشاركة في أول خطوة نضالية لها في مسارها النضالي الطويل، لم يطل في بيت اليسار لكن سيطول في بيت كوني وإنساني هو بيت ومرجعية حقوق الإنسان ولا بيت غير هذا البيت، كان كل الحماس والشوق إلى الحب أم السياسة؟ ماذا تقولين يا رفيقتنا في هذه النقطة بالذات؟ شوق للحب أم للسياسة؟ سؤال بسيط لكن الجواب عنه مخيف للوهلة الأولى، فالحب جميل مع الأشخاص الذين يستحقون الحب؟ والسياسة جميلة في الدروس الذي تعلمتها من مادة السياسات العمومية في السنة الأولى من الماستر؟ لكن هل الشخص هو هو؟ وهل الدروس هي هي؟
تراكمت الخطوات وتراكم معها الخبث والمكر والخديعة الذي كان بعيدا عن رفيقتنا، كانت تهرب منه كلما صادفها وتترك كل الطرق التي تؤدي إليه بدون لحظة تفكير حتى في البقاء، لكن ذلك التعالي والتكوين العلمي في بعض أبجديات السياسة أغر برفيقتنا وجعلها تدخل المستنقع وتكون جزءا من الخبث وتصبح خبيثة هي أيضا في لحظات قصرت ولم تطل، فالمثالية في التنظير الذي قال عنه أحد رفاق البيت ليس مهما فاحذروه، وافتحوا أحضانكم لكل من يمارس السياسوية بلا علم، فهو خادم مطيع وكلب وفي، مازال السؤال يتردد كيف للرفيقة أن تتسخ؟ كيف لم تتخلص من الوسخ في بداياته لكي لا ينتشر ويصبح مرضا مزمنا يأكل من داخلها كل ما هو نقي؟
لم تهرب الرفيقة وأكملت في طريقها المتعفن الذي يحسب عليها في مسارها الذي كاد أن يحرق، لكن في اخر اللحظات ظهر البطل الذي سيوقظها من سباتها العميق وياله من بطل طيب وجميل وصادق ليس كالخبث الذي كانت تسبح فيه وكاد أن يرميها جثة هامدة سببها في ذلك غرقها في المياه العكرة وهي لا تجيد السباحة نظرا لعدم تمكنها من الخبث الذي أشار إليه الرفيق لقيادته هي لا تعرف ممارسة السياسة؟ فحذاري ثم حذاري من هاته الرفيقة…وتطول الإدعات، والكذب وحتى القصص الملفقة لتسويد صور الأشخاص في عينيها التي كانت ترى الحياة نقية بأفرادها، لكن الوسخ طفى جيدا على السطح حتى أصبح هلالا ظاهرا لا يحتاج مراقبة حتى نعرف هل ما يقال في الخارج صحيح أم أن الداخل صاف حتى النخاع.
بين النقاء والخبث خطوط وهمية، فكيف أصبحت الرفيقة خبيثة بعدها كانت نقية؟
أجل، رفيقتنا هي أيضا شربت من كأس الوسخ حتى سقطت اليوم سكيرة لا تعرف الوقوف على رجليها وأن تأخذ التوازن من جديد وتفرغ معدتها من الوسخ والتسمم عن طريق القيء وإن تعذر ذلك فالحل هو التوجه إلى المستشفى وغسل المعدة من كل وسخ وخبث كان سيودي بحياتها إلى موت محقق.
أجل، يا عالم فرفيقتنا اتسخت هي أيضا يوم سمعت كذب الرفيق بخصوص المعطيات التي لفقها لصديقته السابقة وصديقتها أيضا وصمتت عن ذلك السيناريو الذي كان المغزى منه واحد أنه لا يأبى لكلام العامة وأنه وصل حد التحرر من قيود المجتمع الذي لا زالت تلتهمه رويدا رويدا، لكن أنت أيضا رفيقة خبيثة جدا لأنك قبلت أن يرتكب ظلم في حق متهم كان بريئا وأدخلتموه السجن أنتما الاثنان، وبالتالي فالتزمي الصمت طويلا، وكفاك كلاما، حتى تعودي نظيفة كالسابق…
سنتوقف أنا وقلمي لحظات ليست بالطويلة ونكمل السفر والتجوال إلى أن نصل إلى كيف ستتحول الرفيقة إلى جاسوسة وشرطية في بيت اليسار…
يتبع…