الفَـتــاة المغْربيـٌــة.. للمَدْرسَــــــــة، أَمْ لِلْبَيـْـــــــــت؟

[[ نهى بريس ]]24 مايو 2016
الفَـتــاة المغْربيـٌــة.. للمَدْرسَــــــــة، أَمْ لِلْبَيـْـــــــــت؟

82667287_Path

أمينة الرفاعي //نهى بريس//

بالرغم من الخطى المتتابعة التي سار بها المغرب نحو التقدم الفكري، أو بالأحرى تغيير العقلية التقليدية والنظرة التمييزية تجاه المرأة. وذلك بتوفيره المدارس بشكل لابأس به في المدن والقرى، اضافة الى تعميم التعليم الذي أضحى يشمل الجنسين معا (ذكورا واناثا). ورغم كل الانجازات التي قام بها من أجل تعليم الجيل الصاعد، إلا أن هناك عراقيل تقف أمام تحقيق الهدف المنشود، أهمها ضعف تغطية المدارس لكل المجالات، فلا يمكن تحقيق تعليم متكافئ في غياب البنيات التحتية اللازمة بالمجال القروي.

أما الاشكال الثاني فيتمثل في كون فتياتنا لا يستطعن متابعة دراستهن سواء لسبب مادي أو غير ذلك، فلا يعقل أن تصل الفتاة الى مستوى متقدم من السن دون أن تتعلم شيئا سوى أبجديات القراءة. وبالتالي نجد فتاة في الألفية الثالثة لازالت تجهل قراءة لافتة اشهارية.

في هذا الاطار لا يمكن أن نلقي كامل المسؤولية على عاتق طرف معين، بل الاشكال الذي يطرح في كون العقلية الرجعية لم تستطع تقبل الفتاة على مقعد دراسي، أو مرحلة متقدمة من الثقافة؛ فلازالت تشكل لهم المعرفة أو الثقافة طريق للتفسخ الأخلاقي، أو الانحراف عن الطريق الصحيح.

فالإيمان الشديد بأن نجاح المرأة يكمن في دخول بيت الزوجية وتكوين أسرة (المرأة هي دارها)، يؤثر بشكل سلبي على توجه المرأة وتصورها لحياتها الخاصة، بحيث ان بعضهن مقتنع بأن الفتاة ان قدر لها ولم تكمل تمدرسها فلا يهم، فيكفيها أنها تعلمت القراءة والكتابة، وفي نهاية المطاف سوف تتزوج وتعيش تحت جناح زوج يقوم بالنفقة عليها ونو تولي أمرها المادي والمعنوي. وبالتالي تصبح مسألة التعليم مجرد كماليات ولا تعد من الضروريات. لازال البعض يعيش على فكرة الاقتيات، وكأن الحياة لا يمكنها أن تستمر الا في ظل توفر الخبز والشاي والبيض والزيتون، وينسون مع ذلك الاقتيات من أجل استمرارية حياة الفكر التي هي جزء لا يتجزأ من حياة الانسان وكينونته. ان المعضلة الكبرى لا تتجلى في العقليات القديمة، بل الاشكالية هو كون هذا النمط من التفكير متوارث عبر التلقين والاستنباط ، وبذلك تصبح قناعات ومسلمات لا يمكن التخلي عنها.

أما حان الوقت للتفكير في استراتيجية تخلص هؤلاء الفتيات وأمثالهن من هاته القيود التي تكبل أذهانهن، وتقف كحاجز أمام تحقيق النجاح الحقيقي الذي يكمن في الوصول الى درجات عالية من العلم والمعرفة.

error: Content is protected !!
مستجدات