الرؤية الاستراتيجية لإصلاح المدرسة المغربية..الرفع من جودة عمل الفاعلين التربويين في مقدمة الأولويات الكفيلة بالنهوض بأداء المدرسة بمختلف مكوناتها

[[ نهى بريس ]]14 أكتوبر 2015
الرؤية الاستراتيجية لإصلاح المدرسة المغربية..الرفع من جودة عمل الفاعلين التربويين في مقدمة الأولويات الكفيلة بالنهوض بأداء المدرسة بمختلف مكوناتها

Le-CSEFRS-propose-dans-sa-vision-stratégique-une-gestion-régionale-des-ressources-humaines-du-secteur-de-l'éducation-et-de-la-formation-M.-SAMADI_image_detail_news

أكد السيد خالد الصمدي، عضو المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، بالرباط، أن الرؤية الاستراتيجية لإصلاح المدرسة المغربية 2015- 2030 تعتبر أن الرفع من جودة عمل الفاعلين التربويين، من مدرسين ومكونين ومؤطرين وباحثين ومدبرين، يقع في مقدمة الأولويات الكفيلة بالنهوض بأداء المدرسة بمختلف مكوناتها.

وأضاف السيد الصمدي، الذي حل ضيفا على ملتقى وكالة المغرب العربي للأنباء  يوم 29 شتنبر 2015، لمناقشة موضوع “الرؤية الاستراتيجية للإصلاح 2015- 2030 : من أجل منظور جديد لمهن التربية والتكوين”، أن الرؤية الاستراتيجية تعتبر، بشكل عام، أن تجاوز اختلالات المنظومة الوطنية للتربية والتكوين والبحث العلمي “يتطلب انخراطا جماعيا حاسما من أجل إقامة قطيعة مع الفجوة القائمة بين التنظير والتفعيل، مع ابتكار حلول ناجعة وعملية لتحقيق التغيير المنشود داخل مؤسسات التربية والتكوين”.

واعتبر أن كل إصلاح في هذا الشأن ينبغي أن يرتكز على المهننة، باعتبارها مدخلا أساسيا للنهوض بأداء الفاعلين التربويين، وكذا على منظومة من القيم التي ترسخ التزام الهيئات العاملة في حقل التربية والتكوين برسالتها التربوية في تكامل بين التمتع بحقوقها وأداء واجباتها المهنية.

وفي سياق استعراضه لمقترحات المجلس التي تضمنتها الرؤية الاستراتيجية في ما يتعلق بمهن التربية والتكوين، أبرز الخبير المغربي أن هذه المقترحات تأتي في سياق عام يتسم أساسا بالتحول الذي تشهده البنية العمرية لهيئة التدريس والتكوين والبحث بالخصوص، والمتجه نحو انفتاح نافذة ديمغرافية للتشبيب التدريجي لهذه الهيئة، والمستجدات والتحولات التي تعرفها مهن التربية والتكوين على الصعيد الدولي وضرورة استدماجها واستلهامها في إعداد المنظور الجديد، وكذا الحاجة الملحة إلى بلورة منظور شمولي للتكوين في كافة المهن ذات الصلة بتدبير القطاع تربويا وإداريا وماليا واجتماعيا.

وأكد السيد الصمدي أن هذا السياق يستلزم استباق الحاجات من هذه الأطر، واستشراف المواصفات الجديدة لتكوين الأجيال القادمة، في تلازم عضوي مع المزيد من تأهيل الأطر الحالية.

وشدد على أنه بالرغم من تحقيق بعض المكتسبات على مستوى تكوين وتدبير الموارد البشرية بالمنظومة التربوية فقد ظلت هذه الأخيرة “تعاني من محدودية نجاعة أداء الفاعلين التربويين ومن نقائص واختلالات”.

وتتمثل هذه النقائص والاختلالات، حسب السيد الصمدي، أساسا في “الخصاص الملحوظ والمتوقع تزايده خلال السنوات المقبلة بفعل الإحالة على التقاعد لعدد كبير من الأطر التربوية كافة، والتزايد المطرد في أعداد المتعلمين، وكذا في إشكالية ولوج مهن التربية والتكوين وما يرتبط بها من غياب تدقيق لمواصفات ومهام وأدوار مختلف الفاعلين التربويين، وضعف التنسيق بين المتدخلين في تكوين الأطر التربوية والإدارية”.

كما أنها تتمثل في “نقص فاعلية التكوين الأساس في تأهيل ومحدودية أثرها في تطوير الممارسة المهنية، وضعف مواكبته للمستجدات، إضافة إلى الطابع الموسمي للتكوين المستمر المتسم، على الخصوص، بصيغه النمطية وعدم استجابته عموما لحاجات الفاعلين، مع غياب التقويم المنتظم لآثاره الفعلية ولعملياته، وكذا إشكالية التعاطي اللامتكافئ مع الحقوق في علاقتها بالواجبات، وضعف الالتزام بالقيم المهنية، وضعف انخراط الفاعلين وتعبئتهم حول المشاريع الإصلاحية”.

وانطلاقا من كل ذلك، يضيف الخبير التربوي، يتحدد المحور الرئيسي للقاء “من أجل منظور جديد لمهن التربية والتكوين” في تقديم أبرز عناصر الرؤية الاستراتيجية بخصوص مهن التربية والتكوين، والذي يتضمن سؤالين موضوعيين متكاملين هما : ما هي مداخل الإصلاح – الأدوار – ولوج المهن والتكوين، وما هي أبرز التوصيات المتعلقة بتدبير المسار المهني – الحفز وتعاقد الثقة.

يشار إلى أن ملتقى وكالة المغرب العربي للأنباء استضاف، اليوم، علاوة على السيد خالد الصمدي، كلا من السيدين سمير بردعي ومحمد دالي عضوي المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، الذين تطرقوا في مداخلاتهم لتجديد مهن التعليم والتكوين والتدبير كمقدمة لتحسين جودة المدرسة المغربية، كما أوضحوا كيف يمكن لهذا المنظور الجديد، الذي يندرج ضمن الرؤية الاستراتيجية للإصلاح 2015 – 2030 التي بلورها المجلس، أن يكرس مبدأ مدرسة الجودة للجميع.

ويعد هذا الملتقى الثالث ضمن سلسلة من خمسة لقاءات بدأت يوم 15 شتنبر الجاري باستضافة رئيس المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي السيد عمر عزيمان لتقديم الخطوط العريضة للرؤية الاستراتيجية التي يقترحها المجلس من أجل جعل المدرسة المغربية مدرسة للإنصاف والجودة والتفوق.

ويعتبر ملتقى وكالة المغرب العربي للأنباء فضاء لبحث المستجدات الوطنية ومختلف القضايا الراهنة على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

و.أ.م

error: Content is protected !!
مستجدات