مشاهدة 35
حلّ العيد الـ 72 لاستقلال لبنان، في ظلّ أزمة سياسيّة حادة، يرى بعضهم في لبنان أنها تحوّلت إلى أزمة كيان. فهذه ذكرى الاستقلال الثانية على التوالي التي تمرّ من دون رئيسٍ للجمهوريّة، بعدما فشل النواب في انتخاب رئيس، بسبب عدم اكتمال النصاب في أكثر من ثلاثين جلسة منذ 25 مايو/أيار 2014، نتيجة غياب نواب حزب الله وتكتل التغيير والإصلاح (برئاسة النائب ميشال عون). ويُذكّر هذا الغياب، بفراغ مشابه عام 2007، وقد أنهي الفراغ بعد اتفاق الدوحة، الذي جاء عقب حرب أهليّة مصغرة في أيار مايو/أيار 2008.
وتم الاكتفاء بسلسلة من الاحتفالات غير الرسميّة. إذ نظمت جمعية “فرح العطاء” ونقابة المحامين مسيرة تحت اسم “يللا نمشي” من القصر الجمهوري في بعبدا، شرق بيروت، إلى ساحة الشهداء. والتقت هذه المسيرة بتجمّع لحملة “طلعت ريحتكم”، ومسيرة لحملة “بدنا نحاسب” من المتحف إلى ساحة الشهداء تحت عنوان “مسيرة الاستقلال”، وشارك “الحراك النقابي”، وتظاهر طلاب حزب الكتائب تحت عنوان “الجمهورية بدا راس”. ورفع المعتصمون في ساحة الشهداء، شعارات عدة، تطالب بعودة الحياة الدستورية في لبنان ورفض التمديد، وتطالب بالخدمات الأساسية من مياه وكهرباء وغيرها، إضافة إلى حق المرأة اللبنانية بإعطاء الجنسية لأبنائها، وتطبيق القانون 2000/220 المتعلق بالأشخاص ذوي الإعاقة، من دون تجاهل أزمة النفايات المستمرة منذ يوليو/تموز الماضي.
ورفضت حملة “طلعت ريحتكم” “الإرهاب وأن تتحول حياتنا رهينة للإرهاب الذي هو نتيجة الخطاب الطائفي للسياسيين”، مشيرة إلى أن “القوى الأمنية واجباتها أن تحمينا وكان يمكننا أن نتفادى الكثير من الانفجارات لو تعاملت القوى الأمنية مع الوضع الأمني كما تعاملت معنا”.
ودعت الحملة لانتخاب رئيس للجمهورية وإقرار قانون انتخابي جديد يضمن صحة التمثيل ومع تغيير سياسي حقيقي وإزالة النفايات من الشارع، واعتبرت ألا استقلال بوجود أفراد يستغلون السلطة ويمددون لأنفسهم ويعجزون عن إيجاد حل لأزمة النفايات، وتأمين الخدمات الأساسيّة للبنانيين، وأعلنت الحملة أن “معركتنا مفتوحة وسنكون أكثر في الشوارع وسنعمل على ملفات تفضح فساد السياسيين وممتلكاتهم الشخصية، وإذا كنت لا تريدون إزالة النفايات من الشارع سننبش نفاياتكم”.
بدوره، رأى رئيس مصلحة الطلاب في حزب الكتائب، رالف صهيون، أن “الاستقلال لا يكون بالدخول في صراعات خارجية عبثية، والمطلوب اليوم ميثاق جديد يقوم على سياسات واضحة”. وأضاف صهيون “لا لسياسة المحاور ولا للتضحية بأمن اللبنانيين ولا لانتهاك الدستور، نعم لإعطاء المواطن حقوقه ولاحترام المواعيد الدستورية، ولإقامة نظام لامركزي يؤمن الانماء المتوازن في كل المناطق ويفعل الرقابة والمحاسبة”.
من جهتهم سأل أهالي العسكريين المخطوفين لدى جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) منذ أغسطس/آب 2014، “بأي استقلال نحتفل اليوم في بلد ليس فيه رئيس؟ وأي استقلال هذا ولدينا 25 عسكريا يذلون؟” وتوجه الأهالي للمسؤولين في البلد بالقول إن عيد الاستقلال يبدأ بإعادة العسكريين المخطوفين.