بعد مرور 5 سنوات على اندلاع ثورة الياسمين بتونس ، وبالتزامن مع ذكرى أولى الاحتجاجات ضد نظام زين العابدين في السابع عشر من دجنبر لعام 2010، أجرت صحيفة التليغراف البريطانية، حوارا مع فايدة حمدي، الشرطية التي يصفها العديدون ب “السبب في اندلاع الثورة”.
فادية هي الشرطية التي صادرت عربة محمد البوعزيزي وصفعته، لينفجر الأخير غضبا ويضرم في جسده النار، لتندلع سيدي بوزيد وتشتعل غضبا لكرامة ابنهما، منادية بوضع حد لعقود من الظلم.
وكانت الكلمات التي استهلت بها فادية حوارها مع الصحيفة البريطانية قولها: “أحياناً أتمنى لو لم أفعل ما قمت به”.
لم يسمع بها أحد بعد أن أُسقطت عنها كل التهم وأطلق سراحها، حيث كان النظام التونسي قد انهار وفرّ الرئيس زين العابدين بن علي إلى السعودية، وعلت أصوات الثورة في مصر على كل الأصوات في الوطن العربي، تلتها الليبية والسورية.
وقالت حمدي ضمن تصريحاتها المتحشرجة بالبكاء: “أشعر بأنني المسؤولة عن كل شيء، وألوم نفسي فأنا التي صنعت هذا التاريخ، لأنني أنا التي كنت هناك، وما فعلته هو السبب في هذا الحال.. انظر إلينا الآن التونسيون يعانون”.
وأردفت” عندما أراقب ما يجري حولي في المنطقة وبلادي، أندم أشد الندم ..الموت في كل مكان والتعصب ينتشر ليحصد أرواح الأناس الطيبين”.
حتى هنا انتهت قصة حمدي ليبدأ وصف التحقيق الصحفي في سرد ما آلت إليه الأحوال في تونس، حيث لا يزال الفساد والبيروقراطية في كل مكان.
كما جاء فيه أن هناك دراسات توصلت إلى أن الانتحار أصبح أمراً يقدم عليه الشباب التونسي، أكثر فأكثر، والذي يشكل إضرام النار في الجسد بغية التخلص من الحياة ما نسبته 15 % من نسبة نزلاء المستشفيات في تونس حسب تقرير الصحيفة.
أما في محافظة سيدي بوزيد فانطلقت احتفالات الذكرى الخامسة لاندلاع شرارة “ثورة 2010” التي قادت إلى الإطاحة بالرئيس زين العابدين بن علي.