المراحيض العمومية مرآة لثقافة الشعوب

[[ نهى بريس ]]25 أكتوبر 2015
المراحيض العمومية مرآة لثقافة الشعوب

wc

تعد المراحيض العمومية من المرافق الضرورية التي تساهم في الحفاظ على نظافة المدينة و جماليتها، و تلعب دورا حيويا إذ تمكن المواطنين من قضاء حاجاتهم البيولوجية كالتبول دون حرج أو الاضطرار لولوج المقاهي، فلو تمكن اليابانيون من اختراع مبولات تحمل في الحقيبة لكان اختراعا ناجحا، و لربما حقق مداخيل خيالية .
المرحاض العمومي يعد مرآة تعكس من خلالها حضارة الشعوب، و مدى تشبثهم بالنظافة، فمثلا اليابان هذا الشعب المعروف بالانضباط، النظام، الدقة، وحب النظافة، صفات تلمس من خلال مراحيضهم العمومية المجهزة تجهيزا ينم عن مدى ارتباط هذا الشعب بالحفاظ على النظافة، فتجدها متوفرة على الماء، الصابون، المناديل، و أيضا عاملة النظافة التي تقوم بدوريات منتظمة حرصا على نظافة المكان، و الأهم من ذلك وعي الشعب الياباني بضرورة الحفاظ على نظافة المكان، كما تغرس اليابان في تلاميذها سلوكيات النظافة من خلال المناهج المدرسية التي تلقنهم منذ الأقسام الأولية حب النظافة، حيث يتم ترسيخ مبادئها من خلال مشاركة المعلمين و التلاميذ معا في تنظيف مراحيض المدرسة و كذا الأقسام ليصبح الحفاظ على نظافة المكان طبعا متأصلا لدى الأطفال و مثالا للمواطن الصالح.
أما في بلدنا الحبيب فثقافة المرحاض العمومي منعدمة، فبالنسبة للنظافة، فحدث و لا حرج، فنجد أن أغلب الأماكن تفتقد للمراحيض العمومية و إن وجدت تكون مرتعا للميكروبات و البكتيريا، مركزا للذباب و الحشرات الضارة مبعثا للروائح الكريهة، و أحيانا قد تصاب بالإغماء لرثاثتها و منظرها المريع و الخطير في الأمر أن الكثير من الدراسات أثبتت بأن المراحيض العمومية تسبب أمراضا خطيرة لمستعمليها خاصة على مستوى الأعضاء التناسلية .
إن غياب المراحيض العمومية و افتقارها لأدنى شروط السلامة يحدو بالكثيرين إلى قضاء حوائجهم قرب الأسوار أو الأماكن العامة، مما قد يتسبب في انتشار روائح كريهة تشوه جمالية المدينة و رونقها و تعطي انطباعا سيئا عن سكانها .
مشكل المراحيض العمومية تتقاسم مسؤوليته السلطات المحلية التي لا تفرض بناءها بكل الأحياء و المجمعات السكنية، و كذا المواطن الذي يفتقر لآداب و سلوكيات النظافة، و يعتبر أنه مسؤول فقط عن نظافة بيته أما ما هو مشترك فلا يعيره أي اهتمام .
نحن بحاجة لسلوك مختلف لثقافة تشمل الآخر لتربية تجعلنا نحترم أيضا كل الممتلكات المشتركة، و أن نعلم أطفالنا الحفاظ على نظافة الشارع الحدائق و المراحيض العمومية، كما نحرص على تعليمه الحفاظ على نظافة البيت.

شيماء الأمغاري “نهى بريس”

error: Content is protected !!
مستجدات