في إطار الاحتفال باليوم العالمي للأشخاص في وضعية إعاقة، نظمت جمعية المكفوفين وضعاف البصر بمركزها بسلا يومًا تواصليًا وتربويًا لفائدة الأشخاص المكفوفين وضعاف البصر، وذلك بشراكة مع مندوبية التعاون الوطني والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، في خطوة تهدف إلى تعزيز الإدماج الاجتماعي لهذه الفئة وضمان حقها في الولوج إلى الخدمات والدعم المناسب.
جاء هذا النشاط ليس فقط لتخليد مناسبة أممية، بل ليعكس التزام الأطراف الشريكة ببلورة مشاريع ميدانية عملية تستجيب لحاجيات الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية، وتدعم مسار استقلاليتهم ومشاركتهم في الحياة العامة.
وقد افتُتح البرنامج بكلمة لرئيس الجمعية السيد سعيد أيوب، الذي أبرز أهمية هذا الحدث في إذكاء الوعي الجماعي بأدوار المكفوفين وضعاف البصر، مؤكداً أن التنمية الحقيقية لا تكتمل دون تمكين جميع أفراد المجتمع، وأن الشراكة مع مندوبية التعاون الوطني والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية تُعد نموذجًا للتعاون المؤسساتي الناجع في خدمة الفئات الهشة.
وتخللت الفعالية ورشة للرسم موجهة للأطفال المكفوفين وضعاف البصر، أشرف عليها الأستاذ عثمان الذي اعتمد مقاربات حسية مبتكرة مكنت المشاركين من التعبير عن مشاعرهم وإبداعاتهم باستعمال اللمس والتخيّل. وقد شكلت هذه الورشة محطة إبداعية مؤثرة سلطت الضوء على قدرات هؤلاء الأطفال وطاقاتهم الخلاقة.
أما أبرز محطات النشاط، فكانت عملية توزيع العصي البيضاء الخاصة بالمكفوفين على الأطفال ومنخرطي الجمعية، وهي مبادرة عملية جاءت كثمرة تعاون بين الأطراف الشريكة، بهدف تسهيل تنقل المستفيدين وتعزيز استقلاليتهم داخل الفضاءات العامة والخاصة. وقد خلفت هذه الخطوة ارتياحًا كبيرًا لدى المستفيدين وأسرهم، لما لها من أثر مباشر وملموس على حياتهم اليومية.
واختُتم اليوم في أجواء إنسانية رفيعة، أكدت من جديد أن الإعاقة البصرية ليست عائقًا أمام الإبداع والتعلم، بل تحدٍ يمكن تجاوزه حين تتضافر الجهود المؤسسية والمدنية. كما جددت الجمعية التزامها بمواصلة العمل إلى جانب شركائها لتطوير مبادرات مستقبلية تستجيب لتطلعات الأشخاص في وضعية إعاقة بصرية.






