شيماء الامغاري /نهى بريس/
استفحلت مؤخرا و بقوة ظاهرة يوتيبوز الجمال، اللواتي أصبح بمقدورهن إنشاء قنواتهن الخاصة على اليوتيوب، فنجد فتيات يضعن كاميرات رقمية في غرفهن ، يتحدثن أمام عدساتها كأنهن يتوجهن لرفيقاتهن، فيصورن برامج عن الموضة الأزياء و طرق وضع الماكياج و تسريحات الشعر المختلقة ،و غيرها من المواضيع التي تهم الفتيات ،فيعتمدن على حلقات تعرض في وقت قصير، و لا تتطلب منهن اللجوء لمخرج، ولا الاستعانة بطاقم لإعداد البرنامج أو أستوديو للتصوير. فاليوتيبورز لسن من خريجات معاهد الصحافة و الإعلام، بل هن مراهقات و شابات يشاركن طرق عيشهن مع متتبعي القناة، ومن الملاحظ من خلال متابعة حلقات مختلف اليوتيبورز أنهن لا يبذلن مجهودا مضن، فالحلقات اغلبها تتشابه، بدءا بطريقة إلقاء التحية إلى الديكور الدافئ لغرفة التصوير، ولا يتطلب منهن تقديم الحلقة تقنيات أو قواعد معينة كالتي نجدها في القنوات التلفزية آو المجلات النسائية. فالوصفة السحرية التي تضمن نجاح مستخدمات يوتيوب للجمال ،هي عفويتهن و بساطتهن أثناء تقديم الحلقة وإلقائهن لكلمات بسيطة من قبيل مرحبا بجميع الصديقات اليوم سأريكم طريقة وضع… و غيرها من العبارات المتداولة بينهن’ و هن لا يهدفن فقط لإعطاء المنخرطات بالقناة نصائح حول الموضة أو خدع خاصة بعالم الجمال، و إنما يهدفن لإنشاء علاقة صداقة مع المنخرطات و دفعهن بطريقة ضمنية و غير مباشرة إلى إتباع منهج و أسلوب معين في ارتداء الملابس ووضع الماكياج أو تفضيل علامة تجارية دون أخرى. فبالنسبة للفتيات من السهل أن يستعن باليوتيوبوز عن طريق شبكات التواصل التي تسهل عليهن الوصول لما يصبون إليه ، فتحل اليوتيبورز محل العارضات اللواتي لا يشاهدنهن سوى في المجلات النسائية. و قد أصبحت الكثير من شركات إنتاج مواد التجميل آو محلات بيع الملابس تستعين باليوتيبرز لتسويق موادها نظرا لتأثيرهن الكبير على الفتيات المنخرطات بقنواتهن، فتقوم هذه الشركات ببعث هدايا لليوتيبرز أو تخصيص مبالغ مالية لهن، فيتحولن من مجرد يوتيبورز يرغبن في تحقيق الشهرة من خلال مشاركة نصائح في الميادين التي تهم المشاهدين، إلى التسويق لماركات معينة، دون وعي منهن بالتبعات القانونية التي قد تقع عليهن ،نظرا لجهلهن بقانون التجارة الالكترونية.