أمينة الرفاعي /نهى بريس/
كثيرا ما تنتج البلبلة حول موضوع أثير ضد بلدنا العزيز، أو بالأحرى قرار سياسي من جهة معينة، وذلك بدعوى أننا مواطنون. لكن لا أحد منا يتساءل هل نحن فعلا مواطنون؟ من طرحت عليه السؤال سيجيبك حتما وبكل شجاعة، نعم أنا مواطن وأحب تراب بلادي وحاكمها وكل ما يشكلها، الا أن السؤال الذي يطرح نفسه هو: بماذا أقر أنني مواطن؟ إذن عزيزي المواطن حتى النخاع، هل قمت بعمل نبيل يخدم اقتصاد بلدك؟ وهل ارتقيت بتفكيرك اتجاه عناصر موطنك؟ وهل تعتقد أن الوطن هو تذمرك والسخط على الأوضاع؟ أغلب من يسير في المسيرات الاحتجاجية ضد قرار ما، ومعظم من ينشر ويتذمر من قرار ما، هم من يتذمرون من وضعهم داخل ما يسمونه الوطن، هم أول من يسخط من عدم نجاحه في الوطن الأم، وهم من يصبح ويمسي بشكاوى من حالتهم الاجتماعية داخل الوطن، وهم من ينتجون أفعال تهدد الوطن. فأنت عزيزي المدعي الوطنية، فكر مليا أن الوطن ليس هو الموطن، وأن وطنيتك لن تكتسي معنى دون تكريس مبادئها. فالوطنية أخي ليست بالشعارات والهتافات الموسمية، الوطنية ليست التنديد ضد قرار ما في لحظة ما، الوطنية ليست بحمل علم البلاد في مناسبة ما. الوطنية أخي بالعلم والمعرفة البنائين. تتكرس وطنيتك بالعمل والجد سواء بالقليل أو الكثير،بالتوجيه والعطاء والإصغاء، ووطنيتك لن تثبت إلى بزرعها في محيطك أولا، ثم مدينتك، ثم بلدك. فترسيخ الوطنية والمواطنة يتأتى بزرع بذور طيبة بنكهة العمل والجد والعطاء والاخلاص، لا بالصراخ والنحيب صباح مساء. فحب الوطن ليس حبا في التراب، بل نتجاوزه الى حد العمق واضفاء المعنى. إذن وطنيتك عزيزي مضمونا لا شكلا، هي غاية في الحد ذاتها لا وسيلة. فكفانا بهرجة ولنعزم على ألا نكون مناسباتيين في شتى أوجه الوطنية والمواطنة.