اعتادت هوليوود على الاحتفاء بالمشاهير التي يُطلق عليهم “العباقرة الطغاة” لكن ما حصل من كشف لسجل سيء لحالات تنمر لمنتج الأفلام سكوت رودين وللمخرج المعروف جوس ويدون يدل على حدوث تغيير في هذا الأمر.
في السابع من أبريل الجاري كشفت مجلة (هوليوود ريبورتر) بشكل مفصل عن مزاعم انتهاكات في أماكن العمل ضد المنتج السينمائي والمسرحي سكوت رودين، من بين ذلك تحطيم شاشة كمبيوتر كانت في يد أحد المساعدين وفصل موظف بسبب إصابته بمرض السكري من النوع الأول. لكن بعد أسبوعين، كانت هناك عواقب لهذه الممارسات.
فقبل نهاية الأسبوع، أعلن سكوت رودين أنه سيتراجع عن “المشاركة النشطة” في أعماله الإنتاجية بعد مزاعم التنمر. ويعد سكوت رودين منتجا معروفا وذائع الصيت في هوليوود فمن بين أفلامه “الشبكة الاجتماعية” (The Social Network) و”ليدي بيرد” (Lady Bird) فضلا عن عروض حققت نجاحا كبيرا في برودواي بالولايات المتحدة مثل ” أن تقتل طائرا بريئا” (To Kill a Mockingbird) و “كتاب المورمون” (The Book of Mormon,).
وفي بيان لصحيفة “واشنطن بوست”، قدم رودين اعتذارا عن “الألم التي تسبب فيه سلوكه لأفراد سواء بشكل مباشر أو غير مباشر”، معلنا أيضا أن أعماله التي تعرض في برودواي، ستستمر بدونه.
ثقافة ومجتمع
بعد فضائح التحرش الجنسي.. هل تنجح هوليوود في محاربة التنمر؟
ينطلق حفل توزيع جوائز الأوسكار الشهيرة، لكن صخب الحفل والاستعدادات له في ظل كورونا لم يطغ على صخب آخر متصاعد يتمثل في ظاهرة التنمر. فهل تنجح هوليوود، التي هزتها فضائح التحرش الجنسي، في محاربة التنمر؟
المنتج السينمائي والمسرحي سكوت رودين يتوسط طاقم فيلم “هالو دوللي” خلال حصوله على جائزة توني” للتميز المسرحي عام 2017 (أرشيف)
اعتادت هوليوود على الاحتفاء بالمشاهير التي يُطلق عليهم “العباقرة الطغاة” لكن ما حصل من كشف لسجل سيء لحالات تنمر لمنتج الأفلام سكوت رودين وللمخرج المعروف جوس ويدون يدل على حدوث تغيير في هذا الأمر.
مختارات
التحرش الجنسي.. سينمائيات عربيات يطالبن بكسر الصمت احتفال الأوسكار في زمن كورونا سيكون “بمثابة بناء طائرة في الجو” حركة “مي تو” تحتفي بأول انتصار قانوني بعد إدانة واينستين أكاديمية الأوسكار تطرد بيل كوسبي ورومان بولانسكي الحكم بسجن المنتج السينمائي الأمريكي واينستين 23 عاما
في السابع من أبريل الجاري كشفت مجلة (هوليوود ريبورتر) بشكل مفصل عن مزاعم انتهاكات في أماكن العمل ضد المنتج السينمائي والمسرحي سكوت رودين، من بين ذلك تحطيم شاشة كمبيوتر كانت في يد أحد المساعدين وفصل موظف بسبب إصابته بمرض السكري من النوع الأول. لكن بعد أسبوعين، كانت هناك عواقب لهذه الممارسات.
فقبل نهاية الأسبوع، أعلن سكوت رودين أنه سيتراجع عن “المشاركة النشطة” في أعماله الإنتاجية بعد مزاعم التنمر. ويعد سكوت رودين منتجا معروفا وذائع الصيت في هوليوود فمن بين أفلامه “الشبكة الاجتماعية” (The Social Network) و”ليدي بيرد” (Lady Bird) فضلا عن عروض حققت نجاحا كبيرا في برودواي بالولايات المتحدة مثل ” أن تقتل طائرا بريئا” (To Kill a Mockingbird) و “كتاب المورمون” (The Book of Mormon,).
وفي بيان لصحيفة “واشنطن بوست”، قدم رودين اعتذارا عن “الألم التي تسبب فيه سلوكه لأفراد سواء بشكل مباشر أو غير مباشر”، معلنا أيضا أن أعماله التي تعرض في برودواي، ستستمر بدونه.
قدم رودين اعتذارا عن “الألم التي تسبب فيه سلوكه لأفراد سواء بشكل مباشر أو غير مباشر”، عقب اتهامات له اتهامات له بالتنمر على العاملين معه
ويُنظر إلى هذا الاعتذار من قبل سكوت رودين بأنه فاتر، فهو لم يعبر عن أسفه لسلوكه لكنه أعبر عن أسفه للألم الذي تسبب فيه، فضلا عن أنه كان حريصا على عدم ذكر مشاريع أعماله السينمائية الأخرى مثل فيلم جينيفر لورانس الجديد “ريد وايت ووتر (Red White and Water) وفيلم “مأساة ماكبث” (The Tragedy of Macbeth) للنجمان دينزل واشنطن وفرانسيس مكدورماند.
ورغم هذا، فإن تُقدم شخصية شهيرة في هوليوود مثل سكوت رودين على الاعتذار فهذا يدل على مدى التغيير الذي تشهده هوليوود.
حملة “مي تو” الثانية
يعد سكوت رودين واحدا من مشاهير صناعة الترفيه، إذ حصد في السابق جوائز كبيرة مثل -الإيمي وغرامي والأوسكار وجوائز توني الشهيرة للمسرح– وهو أمر لم يستطيع تحقيقه إلا نخبة قليلة لا يتجاوز عددهم 16 شخصا من المشاهير حتى يومنا هذا.
وقد تم ترشيح أفلامه في السابق لـ 151 جائزة أوسكار وفازت بـ 23 جائرة منها جائزة أفضل صورة عن فيلم ” لا بلد للعجائز” (No Country for Old Me) في عام 2007.
وتعد حالة سكوت رودين فريدة مقارنة بباقي المنتجين في هوليوود على الأقل منذ عام 2017 عندما سقط أحد مشاهير هوليوود والذي حقق نجاحا يماثل نجاح رودين وهو منتج أفلام هوليوود الشهير هارفي واينستين بعد اتهامات تحرش واعتداء جنسي.
بيد أن الاتهامات ضد رودين ذات طبيعة مختلفة لكن بشكل ما يمكن القول أن سكوت رودين أحد المشاهير الذين فضحتهم الموجة الثانية من حركة (#مي_تو)، إذ ووصفته صحيفة “وول ستريت جورنال” عام 2005 بكونه “أحد أباطرة هوليوود”.
وبدأت حركة (#مي_تو) وتعني “أنا أيضا” بفضح جرائم التحرش والاعتداء الجنسي ضد مشاهير هوليوود لكنها حاليا ازدادت قوتها لتكشف عن “الثقافة المسمومة” في صناعة الترفيه ما يشمل كافة أشكال سوء معاملة بدأ من التلفظ بعبارات عنصرية وحتى وأن كانت عادية شيئا ما، والاعتداءات البسيطة وحتى رشق البطاطس المخبوزة في وجهة أحد المساعدين، وهي واقعة أخرى ضد سكوت رودين كشفت عنها مجلة (هوليوود ريبورتر).
انتهاكات في دائرة الضوء
بعد أن وجه الممثل راي فيشر والممثلة غال غادوت اتهامات بالتنمر وسوء معاملة ضد مخرج فيلم (Justice League) جوس ويدون، قررت الشبكة التلفزيونية الشهيرة “اتش بي أو” حذف إي ذكر لهذا المخرج في الحملات التسويقية والإعلانية لمسلسل (The Nevers) بميزانية الضخمة والذي كتبه وشارك في إخراجه جوس ويدون.
وبعد أن أفصح عدد من الموظفين الذين يعملون في البرنامج التلفزيوني الشهير “ذي إلين ديجينيريس شو”، عن تعرضهم لسوء معاملة، تم فصل ثلاثة منتجين فيما قدمت مذيعة البرنامج إيلين دي جينيريس اعتذارا على الهواء.
أما الممثلة والناشطة غابرييل يونيون- أحد أفراد فريق التحكيم في برنامج الكشف عن المواهب الشهير ” أمريكا غوت تالنت” (America’s Got Talent)، فقد حصلت على تسوية من شبكة “إن بي سي” عقب أن قدمت شكوى زعمت فيها بوجود “ثقافة سامة” في مكان العمل شمل إقدام أحد أفراد فريق التحكيم في البرنامج وهو سايمون كويل على التدخين خلال بروفات التحضير وكذلك نكتة عنصرية تلفظ بها الممثل الكوميدي جاي لينو.
احتفاء بمديرين متنمرين
لكن ما هو مثير للدهشة والترحيب في الوقت نفسه بشأن هذا التطور في هوليوود هو أن كل هذا يجري على عكس السائد وهو احتفاء صناعة السينما بالمشاهير التي يُطلق عليهم “العباقرة الطغاة” وهو تقليد قديم يعود إلى رؤساء عمل ومديريين سيئين الصيت اخذوا على عاتقهم تأسيس هوليوود على سبيل المثال الأسطورة لويس ب ماير رئيس استوديوهات “أم جي أم” الشهيرة وأيضا هاري كوهن – المؤسس المشارك لشركة “كولومبيا بيكتشرز”.
وفيما يتعلق هاري كوهن فقد احتفط بصورة على مكتبه تحمل توقيع الدكتاتور الإيطالي السابق بينيتو موسوليني فيما كشف فيلم وثائقي لـ بي سي سي عام 2017 عن أن هاري كوين استعان برجال عصابات من أجل تهديد المغني الراحل سامي ديفيس جونيور كي يقدم على إنهاء علاقته بالممثلة كيم نوفاك والتي اشتهرت بدورها في فيلم “فيرتيجو” للمخرج الشهير الفريد هيتشكوك.
وقد أصبحت فكرة ارتباط التنمر وسوء المعاملة بالنجاح في هوليوود، أمرا متأصلا في صناعة الترفيه. فشخصية ماير في فيلم مانك (Mank) للمخرج ديفيد فينشر والذي رُشح للأوسكار كانت فظة وعدوانية تجاه موظفيه لكن رغم ذلك شق ماير طريقه.
فأبطال صناعة الترفيه في أفلام هوليوود الساخرة مثل فيلم ” السباحة مع اسماك القرش” (Swimming with Sharks) و فيلم “الرعد الاستوائي” (Tropic Thunder) يُمكن وصفهم بعض الشيء بأنهم مختلون وشخصيات مضطربة. لكن يتوقع من المشاهد على الأقل الإعجاب بجرأتهم إن لم يطلب منه تشجيعهم.
“إنسانية هوليوود؟؟“
ظلت الانتهاكات التي أقدم عليها سكوت رودين سرا لكنه معروفا ففي السابق كان يتم نفي حدوث مثل هذه الممارسات أو تصوريها في إطار “شغفة” للعمل.
ففي عام 2010، وصفت مجلة (هوليوود ريبورتر) في تقرير يسرد قصة رودين، بأنه “الرجل الأكثر رعبا في المدينة” وكان يفترض أن يكون هذا نوعا من الإطراء عليه.
لكن هذا كان في الماضي، فبعد نجاحها في الكشف عن الفضائح الجنسية في هوليوود، بدأت حركة (#مي تو) في الضغط لاعتبار أي إساءة في أماكن العمل عملا غير مقبول.
وفي هذا، قال اتحاد “حقوق الممثلين” والذي يضم ممثلي دور العرض المسرحي، في بيان السبت إن “الجميع يستحق بيئة عمل أمنة”.
وطالب البيان رودين إعفاء موظفيه من قيود واتفاقيات عدم الإفشاء من أجل تشجيع أي شخص لتقديم شكوى حال تعرضه لأي سوء معاملة.
“هوليوود تعاني من مشكلة تجريدها من الإنسانية”، هكذا غردت ليز هسياو لان ألبر التي شاركت في تأسيس حملة لرفع الأجور المنخفضة في هوليوود.
وأضافت “هذا الأمر ليس مقصورا على سكوت رودين”.
ثقافة ومجتمع
بعد فضائح التحرش الجنسي.. هل تنجح هوليوود في محاربة التنمر؟
ينطلق حفل توزيع جوائز الأوسكار الشهيرة، لكن صخب الحفل والاستعدادات له في ظل كورونا لم يطغ على صخب آخر متصاعد يتمثل في ظاهرة التنمر. فهل تنجح هوليوود، التي هزتها فضائح التحرش الجنسي، في محاربة التنمر؟
المنتج السينمائي والمسرحي سكوت رودين يتوسط طاقم فيلم “هالو دوللي” خلال حصوله على جائزة توني” للتميز المسرحي عام 2017 (أرشيف)
اعتادت هوليوود على الاحتفاء بالمشاهير التي يُطلق عليهم “العباقرة الطغاة” لكن ما حصل من كشف لسجل سيء لحالات تنمر لمنتج الأفلام سكوت رودين وللمخرج المعروف جوس ويدون يدل على حدوث تغيير في هذا الأمر.
مختارات
التحرش الجنسي.. سينمائيات عربيات يطالبن بكسر الصمت احتفال الأوسكار في زمن كورونا سيكون “بمثابة بناء طائرة في الجو” حركة “مي تو” تحتفي بأول انتصار قانوني بعد إدانة واينستين أكاديمية الأوسكار تطرد بيل كوسبي ورومان بولانسكي الحكم بسجن المنتج السينمائي الأمريكي واينستين 23 عاما
في السابع من أبريل الجاري كشفت مجلة (هوليوود ريبورتر) بشكل مفصل عن مزاعم انتهاكات في أماكن العمل ضد المنتج السينمائي والمسرحي سكوت رودين، من بين ذلك تحطيم شاشة كمبيوتر كانت في يد أحد المساعدين وفصل موظف بسبب إصابته بمرض السكري من النوع الأول. لكن بعد أسبوعين، كانت هناك عواقب لهذه الممارسات.
فقبل نهاية الأسبوع، أعلن سكوت رودين أنه سيتراجع عن “المشاركة النشطة” في أعماله الإنتاجية بعد مزاعم التنمر. ويعد سكوت رودين منتجا معروفا وذائع الصيت في هوليوود فمن بين أفلامه “الشبكة الاجتماعية” (The Social Network) و”ليدي بيرد” (Lady Bird) فضلا عن عروض حققت نجاحا كبيرا في برودواي بالولايات المتحدة مثل ” أن تقتل طائرا بريئا” (To Kill a Mockingbird) و “كتاب المورمون” (The Book of Mormon,).
وفي بيان لصحيفة “واشنطن بوست”، قدم رودين اعتذارا عن “الألم التي تسبب فيه سلوكه لأفراد سواء بشكل مباشر أو غير مباشر”، معلنا أيضا أن أعماله التي تعرض في برودواي، ستستمر بدونه.
قدم رودين اعتذارا عن “الألم التي تسبب فيه سلوكه لأفراد سواء بشكل مباشر أو غير مباشر”، عقب اتهامات له اتهامات له بالتنمر على العاملين معه
ويُنظر إلى هذا الاعتذار من قبل سكوت رودين بأنه فاتر، فهو لم يعبر عن أسفه لسلوكه لكنه أعبر عن أسفه للألم الذي تسبب فيه، فضلا عن أنه كان حريصا على عدم ذكر مشاريع أعماله السينمائية الأخرى مثل فيلم جينيفر لورانس الجديد “ريد وايت ووتر (Red White and Water) وفيلم “مأساة ماكبث” (The Tragedy of Macbeth) للنجمان دينزل واشنطن وفرانسيس مكدورماند.
ورغم هذا، فإن تُقدم شخصية شهيرة في هوليوود مثل سكوت رودين على الاعتذار فهذا يدل على مدى التغيير الذي تشهده هوليوود.
حملة “مي تو” الثانية
يعد سكوت رودين واحدا من مشاهير صناعة الترفيه، إذ حصد في السابق جوائز كبيرة مثل -الإيمي وغرامي والأوسكار وجوائز توني الشهيرة للمسرح– وهو أمر لم يستطيع تحقيقه إلا نخبة قليلة لا يتجاوز عددهم 16 شخصا من المشاهير حتى يومنا هذا.
وقد تم ترشيح أفلامه في السابق لـ 151 جائزة أوسكار وفازت بـ 23 جائرة منها جائزة أفضل صورة عن فيلم ” لا بلد للعجائز” (No Country for Old Me) في عام 2007.
وتعد حالة سكوت رودين فريدة مقارنة بباقي المنتجين في هوليوود على الأقل منذ عام 2017 عندما سقط أحد مشاهير هوليوود والذي حقق نجاحا يماثل نجاح رودين وهو منتج أفلام هوليوود الشهير هارفي واينستين بعد اتهامات تحرش واعتداء جنسي.
منتج أفلام هوليوود الشهير هارفي واينستين الذي أدين بتهم التحرش والاعتداء الجنسي في قضية اعتُبرت انتصارا لحركة (#مي تو)
بيد أن الاتهامات ضد رودين ذات طبيعة مختلفة لكن بشكل ما يمكن القول أن سكوت رودين أحد المشاهير الذين فضحتهم الموجة الثانية من حركة (#مي_تو)، إذ ووصفته صحيفة “وول ستريت جورنال” عام 2005 بكونه “أحد أباطرة هوليوود”.
وبدأت حركة (#مي_تو) وتعني “أنا أيضا” بفضح جرائم التحرش والاعتداء الجنسي ضد مشاهير هوليوود لكنها حاليا ازدادت قوتها لتكشف عن “الثقافة المسمومة” في صناعة الترفيه ما يشمل كافة أشكال سوء معاملة بدأ من التلفظ بعبارات عنصرية وحتى وأن كانت عادية شيئا ما، والاعتداءات البسيطة وحتى رشق البطاطس المخبوزة في وجهة أحد المساعدين، وهي واقعة أخرى ضد سكوت رودين كشفت عنها مجلة (هوليوود ريبورتر).
انتهاكات في دائرة الضوء
بعد أن وجه الممثل راي فيشر والممثلة غال غادوت اتهامات بالتنمر وسوء معاملة ضد مخرج فيلم (Justice League) جوس ويدون، قررت الشبكة التلفزيونية الشهيرة “اتش بي أو” حذف إي ذكر لهذا المخرج في الحملات التسويقية والإعلانية لمسلسل (The Nevers) بميزانية الضخمة والذي كتبه وشارك في إخراجه جوس ويدون.
وبعد أن أفصح عدد من الموظفين الذين يعملون في البرنامج التلفزيوني الشهير “ذي إلين ديجينيريس شو”، عن تعرضهم لسوء معاملة، تم فصل ثلاثة منتجين فيما قدمت مذيعة البرنامج إيلين دي جينيريس اعتذارا على الهواء.
أما الممثلة والناشطة غابرييل يونيون- أحد أفراد فريق التحكيم في برنامج الكشف عن المواهب الشهير ” أمريكا غوت تالنت” (America’s Got Talent)، فقد حصلت على تسوية من شبكة “إن بي سي” عقب أن قدمت شكوى زعمت فيها بوجود “ثقافة سامة” في مكان العمل شمل إقدام أحد أفراد فريق التحكيم في البرنامج وهو سايمون كويل على التدخين خلال بروفات التحضير وكذلك نكتة عنصرية تلفظ بها الممثل الكوميدي جاي لينو.
احتفاء بمديرين متنمرين
لكن ما هو مثير للدهشة والترحيب في الوقت نفسه بشأن هذا التطور في هوليوود هو أن كل هذا يجري على عكس السائد وهو احتفاء صناعة السينما بالمشاهير التي يُطلق عليهم “العباقرة الطغاة” وهو تقليد قديم يعود إلى رؤساء عمل ومديريين سيئين الصيت اخذوا على عاتقهم تأسيس هوليوود على سبيل المثال الأسطورة لويس ب ماير رئيس استوديوهات “أم جي أم” الشهيرة وأيضا هاري كوهن – المؤسس المشارك لشركة “كولومبيا بيكتشرز”.
ـ شخصية ماير العدوانية في فيلم مانك (Mank) للمخرج ديفيد فينشر
وفيما يتعلق هاري كوهن فقد احتفط بصورة على مكتبه تحمل توقيع الدكتاتور الإيطالي السابق بينيتو موسوليني فيما كشف فيلم وثائقي لـ بي سي سي عام 2017 عن أن هاري كوين استعان برجال عصابات من أجل تهديد المغني الراحل سامي ديفيس جونيور كي يقدم على إنهاء علاقته بالممثلة كيم نوفاك والتي اشتهرت بدورها في فيلم “فيرتيجو” للمخرج الشهير الفريد هيتشكوك.
وقد أصبحت فكرة ارتباط التنمر وسوء المعاملة بالنجاح في هوليوود، أمرا متأصلا في صناعة الترفيه. فشخصية ماير في فيلم مانك (Mank) للمخرج ديفيد فينشر والذي رُشح للأوسكار كانت فظة وعدوانية تجاه موظفيه لكن رغم ذلك شق ماير طريقه.
فأبطال صناعة الترفيه في أفلام هوليوود الساخرة مثل فيلم ” السباحة مع اسماك القرش” (Swimming with Sharks) و فيلم “الرعد الاستوائي” (Tropic Thunder) يُمكن وصفهم بعض الشيء بأنهم مختلون وشخصيات مضطربة. لكن يتوقع من المشاهد على الأقل الإعجاب بجرأتهم إن لم يطلب منه تشجيعهم.
“إنسانية هوليوود؟؟“
ظلت الانتهاكات التي أقدم عليها سكوت رودين سرا لكنه معروفا ففي السابق كان يتم نفي حدوث مثل هذه الممارسات أو تصوريها في إطار “شغفة” للعمل.
ففي عام 2010، وصفت مجلة (هوليوود ريبورتر) في تقرير يسرد قصة رودين، بأنه “الرجل الأكثر رعبا في المدينة” وكان يفترض أن يكون هذا نوعا من الإطراء عليه.
لكن هذا كان في الماضي، فبعد نجاحها في الكشف عن الفضائح الجنسية في هوليوود، بدأت حركة (#مي تو) في الضغط لاعتبار أي إساءة في أماكن العمل عملا غير مقبول.
وفي هذا، قال اتحاد “حقوق الممثلين” والذي يضم ممثلي دور العرض المسرحي، في بيان السبت إن “الجميع يستحق بيئة عمل أمنة”.
وطالب البيان رودين إعفاء موظفيه من قيود واتفاقيات عدم الإفشاء من أجل تشجيع أي شخص لتقديم شكوى حال تعرضه لأي سوء معاملة.
“هوليوود تعاني من مشكلة تجريدها من الإنسانية”، هكذا غردت ليز هسياو لان ألبر التي شاركت في تأسيس حملة لرفع الأجور المنخفضة في هوليوود.
وأضافت “هذا الأمر ليس مقصورا على سكوت رودين”.
لكن الممثلة كارين أوليفو الحاصلة على جائزة توني للتميز في مجال المسرح، عبرت عن الأمر بأفضل طريقة فقد قررت إنهاء عملها البطولي في مسرحية “مولان روج” (Moulin Rouge) التي تُعرض في برودواي وينتجها سكوت رودين.
وكتبت على موقع انستغرام أن “العدالة الاجتماعية في غاية الأهمية من الأضواء”.
وأضافت “أن تأسيس صناعة جيدة للطلاب يهمني أكثر من جمع الأموال… الصمت حيال سكوت ردوين غير مقبول وغير مقبول على الإطلاق. إنه أمر سهلا ويجب أن يحدث بلا تفكير، هذا وحش من يقول منكم إنه خائف مما يكون الخوف؟”.