وضعت المكسيك اليوم الجمعة في حالة تأهب تحسبا لوصول إعصار باتريسيا المهول الأعنف في التاريخ، والذي يهدد بحصول فيضانات وانهيارات أرضية، واتخذت إجراءات احترازية عديدة من بينها إجلاء السكان والسياح من الأماكن الأكثر عرضة للخطر وإغلاق المرافئ والمدارس.
وعقب مضي خمس ساعات على دخوله الأراضي المكسيكية أعلن الرئيس إنريكي بنيا نييتو في رسالة متلفزة إلى الأمة “أن الأضرار أقل مما هو متوقع لإعصار بهذه القوة”.
وبعيد دخوله البر تراجعت سرعة الرياح المصاحبة للإعصار لتصل إلى 270 كلم/ساعة، ولكن هذا لم يفقده تصنيفه كإعصار من الفئة الخامسة، الأعلى على سلم سافير-سيمبسون لقياس الأعاصير، بحسب خبراء الأرصاد الجوية.
وقال مدير المفوضية الوطنية للمياه روبرتو راميريز للتلفزيون إنه في الساعة 18,15 (23,15 تغ) “دخلت عين الإعصار البر في إيميليانو زاباتا” الواقعة في ولاية خاليسكو (غرب) والتي تبعد 95 كلم عن ميناء مانزانيلو الكبير. وأضاف أن سرعة الرياح المصاحبة للإعصار قبيل ساعات من دخوله البر المكسيكي بلغت 325 كلم/ساعة وهو رقم قياسي لم يسبق أن سجل في التاريخ، قبل أن تعود وتتراجع قليلا إلى 305 كلم/ساعة.
الرئيس يحذر من قوة لم تشاهد من قبل!
وكان الرئيس المكسيكي إنريكي بينا نييتو كتب في وقت سابق تغريدة على تويتر مخاطبا سكان المناطق المعرضة للخطر أن “الإعصار باتريسيا أصبح على الساحل المكسيكي. لا تخرجوا. احتموا واتبعوا إرشادات الحماية المدنية”.
وأضاف “نحن نواجه ظاهرة طبيعية، قوة لم تشاهد من قبل. سيكون علينا أن نواجه أوقاتا عصيبة (…) البلاد تواجه خطرا كبيرا”، مشيرا إلى أن أولوية الحكومة هي “حماية أرواح المكسيكيين وإنقاذها”.
من جهته قال وزير السياحة “خوسيه كالزادا” إن الأمطار تهطل “بغزارة شديدة” في ولاية كوليما حيث أدى الإعصار إلى “اقتلاع حوالي 350 شجرة”، ولكن من دون أن تسجل أي خسائر بشرية حتى الآن.
أما وزير السياحة في حكومة ولاية خاليسكو إنريكي راموس فلوريس فقال إن حوالي سبعة آلاف سائح أجنبي و21 ألف سائح مكسيكي كانوا يستجمون في المنتجع الساحلي قبل وصول الإعصار.
وبحسب السلطات الأمريكية فإن عشرات الآلاف من السياح الأمريكيين موجودون في المكسيك في مناطق معرضة لخطر الإعصار.
تضامن أمريكي..
وأعرب الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن دعمه للمكسيك في مواجهة الإعصار، مؤكدا أن خبراء في الكوارث الطبيعية من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية “يو اس ايد” موجودون “في مكان الحدث ومستعدون للمساعدة”.
بدوره عرض الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو على المكسيك المساعدة لمواجهة الإعصار المدمر، وقال “نحن متضامنون مع المكسيك، نضع أنفسنا بتصرف الحكومة والشعب المكسيكيين لتقديم المساعدة التي قد يحتاجون إليها في هذا الوقت”.
وفي مدينة بويرتو فالارتا السياحية أغلقت كل المتاجر في حين عمد أصحابها إلى تدعيم واجهاتها وتحصينها. أما الفنادق المطلة على الواجهة البحرية للمدينة فقد تم إخلاؤها بينما نقل السياح إلى ملاجئ أو إلى المطار ومحطات الحافلات.
وبحسب السلطات فقد غادر المدينة جوا وبرا 3500 شخص.
وتم تحويل مركز للصليب الأحمر في المدينة إلى ملجأ لإيواء أكثر من مئة شخص بينهم أمريكيون وكنديون وإيطاليون.
وقال سائح إيطالي “لسوء حظي أتيت إلى المكان الغلط في الوقت الغلط. لقد علمت من أحد الحرفيين بأن إعصارا سيأتي، ولكن ظننت أن الأمر مزحة”.
سيناريو كارثي!
ومن المتوقع أن يحمل الإعصار أمطارا قد يصل منسوبها إلى 51 سنتم في ولايات خاليسكو وكوليما وميتشوكان وغيريرو، الأمر الذي يهدد بحصول انزلاقات في التربة.
وقطعت السلطات التيار الكهربائي عن مدينتي بويرتو فالارتا ومانزانيلو تجنبا لحصول احتكاكات كهربائية.
وبحسب خوسيه ماريا تابيا فرانكو مدير الصندوق الوطني للكوارث فإن حوالي 400 ألف شخص يعيشون في ظروف غير آمنة في المنطقة.
ونشرت السلطات 400 شرطي فدرالي لمساعدة السكان على التصدي للإعصار.
وفي قرية بوكا دي باسكواليس وضعت السلطات 70 شخصا في ملجأ في حين غادر 30 آخرون الساحل للإقامة لدى أقارب لهم في مناطق داخلية.
وفي ولايات خاليسكو وكوليما وغيريرو وضعت السلطات أجهزة الطوارئ في حالة تأهب وأمرت الخميس باغلاق المدارس.
أما المرافئ فقد أغلقت في ولايات خاليسكو وناياريت وميتشواكان وأواكساكا وغيريرو، علما بأن الأخيرة تضم مرفأ اكابولكو حيث ترسو سفن كبيرة الحجم.
وفي 2013 ضربت عاصفتان في وقت واحد تقريبا سواحل المكسيك المطلة على المحيطين الهادئ والأطلسي مما أدى إلى سقوط 157 قتيلا.
فرانس24/ أ ف ب