تربية و تعليم

رجـال التعليـــــــم والثعـابيــــــــن فـي المنــاطق القرويـــــــــــــة

JHGH54545mkk

ياسين بلفقير //نهى بريس//

 

يبدو أن المعلم الذي يشتغل في المناطق النائية حظ وافر في التعامل مع الطبيعة التي أحيانا تكشر عن أنيابها , فتظهر له عدوانيتها. فمع اعتدال الجو في فصل الربيع الذي يغري بالنزهة والخروج إلى الطبيعة للتمتع بخضرة الأرض وزرقة السماء قد تفاجئك بعض الحشرات والزواحف , مما يخلف لديك حالة من الرعب. لكن وفي بعض الأحيان وأنت في حجرة الدرس أو مستلق في غرفة من البناء المفكك , قد تفاجأ بزائر غريب لم يتعلم آداب دخول البيت , لا يستأذنك الدخول.باحثا هو الآخر عن ملجئ يؤويه أو مكان دافئ يحتويه أو ربما ضاع منه عنوان البيت الذي ينزل فيه ضيفا.ففي غفلة من أمرك قد تصاب بالذعر جراء قسوة المنظر,فلا تجد أمامك غير خوض معركة قتالية لا تعرف من الرابح فيها أو قد تلوذ بالفرار .قصة لا يختلف في روايتها كل من عمل بالمناطق النائية وخاصة المناطق الجنوبية ,  ولو أن عامل الزمان والمكان يختلف إلا أن الأحداث تتشابه مع بعضها , فالعديد من أسر التعليم بدؤوا يتعايشوا مع الثعابين والأفاعي التي تشرع بزيارة المدارس مع حلول فصل الربيع واقتراب فصل الصيف,بعد سبات طويل دام طيلة فصل الشتاء ,فتخرج من محاجرها في بحث عن صيد ثمين أو دفء حرارة الشمس لتصطدم بحشد كبير من التلاميذ قد استوطنوا مملكتها بعد عطلة الصيف , وأقلقوا مضجعها بعد سبات عميق , لتستفيق هي الأخرى على حرب مع البشر حفاظا على بقائها قيد الحياة.

فمن المهم أن نعرف أن الثعابين و الأفاعي بالعادة تقوم بلدغ الإنسان كنوع من حماية النفس في حالة استفزازها أو إزعاجها , وقد تكون بعض هذه الأفاعي سامة ,بالتالي بإمكانها حقن السم من خلال لدغها للإنسان. وإذا لم تقدم الإسعافات الضرورية في الوقت المحدد , وأمام بعد المستوصفات الصحية بالمناطق النائية بالمغرب , وعدم توفرها على الأمصال المضادة لسموم الثعابين و تبقى حياة المدرس والتلاميذ عرضة للخطر , حيث يسجل كل سنة سقوط العديد من الضحايا خاصة بالمناطق الصحراوية والمناطق الشرقية.

فمتى ستلتفت الوزارة الوصية والجهات المعنية إلى إيلاء هذه الظاهرة أقصى درجات الاهتمام وتضافر الجهود للقضاء عليها,حماية لأبنائنا التلاميذ وحفاظا على سلامة من عهد لهم التدريس بهذه المناطق , لأنهم هم الآخرون وراءهم أطفالا ينتظرون عودتهم بسلام ويتمنون رؤيتهم بصحة جيدة.

زر الذهاب إلى الأعلى
مستجدات