تربية و تعليم

فن التَّدريــــس موهِبـَة ليسَـت للجَميــــــــــع

5666666
بقلم: ياسين بلفقير //نهـى بريـس//

إن الحديث عن الموهبة في التعليم يقود إلى الحديث عن الفن في التدريس , فعملية التدريس لا يكفي فيها الإلمام بالجوانب النظرية للتخصص المراد تدريسه فقط أو التمكن من المادة العلمية بالإضافة إلى الإعداد التربوي القائم على التدريب والممارسة العملية. بل لا بد أن يصطحب كل هذا طريقة التعامل مع اللوحة الفنية – التلاميذ – والألوان المستعملة في الرسم – طرق التدريس – وهذا لا يتأتى إلا بحب المهنة التي لم تعد غاية هدفها تلقين المعارف المكتسبة وتحسين جودة التعليم لدى المتعلمين  وهذا راجع إلى عدة أسباب أبرزها النظرة الدونية لمهنة التعليم في هذا الزمان مع عدم الاهتمام والرعاية بالمعلم .إن عملية التدريس تتطلب ان يكون المدرس فنانا قبل أن يكون ملما بالمعارف.لأن المدرس الناجح هو المبدع المبتكر الفنان , القادر على اختراع الأساليب والطرق الموصلة إلى أفضل النتائج , ذلك أن إبداعه هو الذي يمكن المتعلمين من تجاوز الصعوبات والعراقيل . بل هو الذي يدربهم على التوصل إلى حسن الإبداع.

إن الباحث في مهنة التدريس يجد أنها قديمة قدم التاريخ. فقد عرفتها الإنسانية منذ العصور البعيدة الغابرة.فبدأت بتعليم الآباء أبناءهم طرق الصيد من أجل العيش , فتطورت بتطور الوسائل التقليدية , وكان كل واحد يتفنن في طرق إيصال المعلومة المراد تعليمها حسب براعته وتمكنه إلى أقرانه أو من هم أقل منه خبرة سواء عن طريق التقليد او المحاكاة. فبدأت تتطور مع كل عصر وتكتسي هذه المهنة أهمية ورسالة أكبر عما كان عليها في العصر الذي مضى , وأصبح يكتسب فيها المعلم اهمية وخبرة ومهارة.فاعتبرت كل حضارة قديمة مثل الحضارة الفرعونية واليونانية مكانة التربية , اسمى مكانة في البلاد,واهتم بهذا الشأن مجموعة من الفلاسفة القدامى والأدباء وأصحاب الدين.وكان الفضل الكبير يعود إلى الأنبياء والرسل في تعليم الأمة شؤونهم الدينية والدنيوية , فحضيت بمزيد من العناية برسالة التوحيد والعلم مع مجيء الاسلام الذي جعل مهنة التدريس وسيلة عظيمة لكل التشريعات الجديدة من جيل إلى جيل إلى يومنا هذا.

إن إعادة الثقة والطمأنينة غلى نفوس المعلمين من شأنه جعلهم يشعرون بأنهم جزءا هاما في المجتمع و وان المجتمع يقدر جهودهم التي يبذلونها في تربية أجيال المستقبل لأن اعتبار التعليم فن وإبداع قد انقرض وأصبح وسيلة لكسب الرزق يقوم فيها المعلم بالتلقين وشحن المتعلم بالمعارف فقط داخل زمن محدد مرهون ببرنامج مسطر سلفا. وهذا ما أصبحنا نلمسه داخل مدارسنا بحيث غاب الحس الوجداني لدى الطفل ولم يعد هناك تواصل مع المتعلمين مما أثر سلبا على مستوى التحصيل .فإذا ما أحس المعلم بإكرام المجتمع له وتقديره لجهوده وتخصيص ما يكفيه ليعيش حياة كريمة , اندفع بهمة وحماسة وأمل , ليبذل اغلى وأنفس ما عنده , ويطور من إمكاناته ليصل إلى المستوى اللائق الذي يغدو به ناجحا ومتميزا في مهنته.فرغم اكتسابه معارف ومهارات وتقنيات… لن يتمكن من التصرف فيها بحرية إلا إذا كان فنانا بحق.

لقد بات من الأهمية بمكان تصحيح نظرة المجتمع إلى مهنة التعليم , وأن نغرس في أذهان الجميع أن التعليم هو أشرف عمل يقوم به الإنسان , فهو عمل الانبياء والمرسلين عليهم السلام . بل إن تطور المجتمعات ورقيها مرهونان بتطور التعليم وتأهيل المعلمين الأكفاء المتميزين.

زر الذهاب إلى الأعلى
مستجدات