إبداعات

أنـا أنثـــــــــــى

JHJHK44

بقلم شيماء الامغاري //نهى بريس//

أنا أنثى و لست ناقصة عقل و دين كما يزعمون… كما يزعم أبو جهل في عصر السيارات و الطرق المعبدة… فهو لا يزال يسعى في الأرض فسادا …أنا أنثى و لست فاكهة محرمة… و آدم من قرب الشجرة و نقض العهد و لم يفي بوعده، فما بالكم يا معشر الذكور تتحسرون على جنة لم تروها، و وعدتم بها بعد الإيمان و الطاعات ،لازلتم تتنهدون ترغون و تزبدون و تتهمون حواء بالغواية، أم أنكم تضعون بين البهتان و الحقيقة غلالة، فتصدقون ما تصدقون و تكذبون ما تكذبون.

أنا أثى و لست كائنا مدنسا كما يزعم الجهلاء، في عصر أصبح فيه الحمق و الجنون ضرب من ضروب العقل و الفهم… في عصر كثرت فيه الفتاوى، فأصبح الأمي يفتي و الجاهل يحلل و يحرم و الأحمق يصدق و ينصاع،كما تنصاع الغنم أمام الراعي… في عصر أخبركم فيه الأجداد أن المرأة عورة تجلب العار و الفضيحة و بأن البيت الذي يرزق صبية، لا خير يحل بعد ليله و يغرق في الدجى و لا يسمع لأهله زغاريد و لا تدق فيه الدفوف و لا توزع فيه الهدايا… لازالت نواميس جماجم الموتى تهوم أطيافا بالليل، و تنساب من العالم السفلي، لتحكم أهل الأرض الراقدين في سبات مميت.

أنا أنثى كاملة التكوين… أركض برجلين، أنظر بعينين، و الأهم أني أملك ملكة العقل و التفكير، أنا أنثى جسدي ليس كما تخبر الأمهات بناتهن شيئا يستوجب الحياء و الإحساس بالعار الخزي و الإشمئزاز، كلما بدأت تكاوين الجسد تظهر و أصبح للجسد خرائط تدل على اكتمال التشكل الأنثوي، فتحس الأمهات بهول اقتراب الفضيحة الموشكة الحدوث، و كان الأنثى سخرت لتكون في عقلها وعاءا يضع فيه الذكر جنينا، و كان تركيبتها مهيأة فقط لتلبية غريزة حيوانية، و بأنها بعيدة كل البعد عن التمييز بين الخطأ و الصواب .

أنا أنثى أستطيع القراءة و الكتابة، فلا تقولوا عني ظلما جاهلة، فأنت أبي علمتني أن أحني رأسي و أقول نعم لكل ذكور بيتنا، و أتجند لخدمتهم في تفاني و انصياع… أخبرتني أبي أن لا مستقر لي بعد بيتنا سوى بيت العريس ،الذي سيجعل مني زينة لغرفته و خادمة لبقية عشيرته… أخبرتني أن الذكر معصوم من الخطأ و بأن الأنثى رذيلة، أوهمتني بأن الحلم خطيئة و بأن التقاء مستوى نظري بمستوى نظر الذكر من المعصيات، فتبلد تفكيري و أصبحت كالبهيمة في الحضيرة، لا أجيد سوى العمل الشاق بالبيت و الأكل والشرب، أن أقول نعم لكل ذكور بيتنا في أنحناء و استسلام، فلا تقولوا عني ناقصة عقل… أنتم من جعلتم مني ما أنا عليه، و أنتم وحدكم الجناة…

زر الذهاب إلى الأعلى
مستجدات