موسم “إملشيل” بين التمويه الإعلامي و الحقيقة الغائبة

[[ نهى بريس ]]31 يناير 20162 مشاهدة
موسم “إملشيل” بين التمويه الإعلامي و الحقيقة الغائبة

nohaylaaa

بقلم: محمد أوركو “نهى بريس”

حينما يكون التزييف و التمويه عنوان التعليق على أحداث و وقائع تعكس في طياتها العديد من المعاني في المدلول الثقافي، نكون حينئذ نتحدث و بكل أسف شديد عن الهراء الذي لا تغفر ذنوبه، تلك هي الحقيقة التي تموه عندما يصل وقت موسم إملشيل الذي يقال عنه أنه تباع فيه النساء و كأنك في سوق الخضر، بمائة درهم وخروف. إن ما يحز في النفس هي تلك الأقلام التي تسمى بالأقلام الحرة و تحاول طي صفحة الحقيقة و تزور ما يوجد على أرضية الميدان. و بذلك تكون لا ترتقى إلى درجة أن تصنف من الأقلام الحرة، في حقيقة الأمر مع كل منتصف شهر شتنبر يكون موسم إملشيل و هذا الموسم يكون مكان و زمن يتعارف فيه الناس و تتآزر فيه القبائل المنضوية تحت يافطة أيت حديدو، كما يتآزر غيرها من القبائل، وهي مناسبة يزور فيه الكل ضريح سيدي احماد أولمغني لما لذلك من قداسة وبركة في تمثلاث الناس.. موسم إملشيل هو موسم كغيره من المواسم ، يغلب عليه الطابع الثقافي بشكل كبير، و ذلك راجع إلى أنه مناسبة يتم خلالها عقد القران بين الزوجين، ومناسبة أخرى تقو القبائل باقتناء مستلزمات الشتاء الصاخب، كما انه موسم يلتقي فيه الزوجين كي يتعاقدوا فيما بينهم، عنوانه السامي و المقدس هو الزواج الجماعي؛ حيث أن السلطات تمنع ما قبل شهر شتنبر (قبل الموسم) استقبال أي متزوج خصوصا من قبائل أيت يعزة و أيت براهيم المتواجدتين تحت ما يسمى بأيت حديدو، و بذلك تمنح السلطات لكل زوج على حدة خمس مائة درهم كمقابل للذين عقدوا القران بهذا الموسم. صحيح أنه كان يسمى قبل سنوات 2003 موسم الخطوبة و سمي بهذا الإسم من طرف غريب على هذه المنطقة، و ذلك بغية الاستفادة منه في القطاع السياحي و تمويه هذه الثقافة لصالحه أي لمصلحته الخاصة،لكن فيما بعد سمي بموسم موسيقى الأعالي وسمى أيضا بموسم إملشيل، و قد اختارت الساكنة منذ القدم قصر أو دوار أيت عمر كمنطقة يتواجد فيها ضريح سيدي حماد أولمغني كقبلة صالحة لاحتضان الموسم لأنهم ليسوا من فصيلة أيت حديدوا، بل أنهم استقروا هناك بفعل الهجرة التي كانت عاملا أساسيا ليحطوا الرحال بها. ما يحز في النفس أن العديد من الجرائد الإلكترونية و الورقية تؤكد أن النساء تباع إبان موسم إملشيل، و استفزتنا كثيرا تلك المقالة المعنونة بمائة درهم وخروف وتتزوج بإملشيل، و ما يؤسف أكثر أن اغلب من يكتبون عن طقوس الزواج باملشيل لم يزوروا المنطقة من قبل . و ينعتون الناس الأبرياء بهذا و ذاك، وبذلك تكون المصداقية و الموضوعية غائبة تماما لديهم و لموادهم التي تلقي رواجا بالأضاليل و الأكاذيب الفارغة المحتوى التي تنعت الناس بأقدح النعوت.. رجاءا ثم رجاءا لكل الأقلام التي تروج بأن موسم إملشيل سوق تباع النساء فيه، أن يعودوا للتاريخ لعله يخبرهم بما أنجزته ساكنة أيت حديدو بمختلف قبائلهم، لأن القلة القليلة هي التي تعلم الحقيقة الضائعة أو الغائبة كما سماها فرج فودة، و حينئذ تكون قد وفقت في أن تجعل القلم ليس بمعزل عن الأخلاق الحميدة ، لأن من كان يوظف قلمه بمعزل عن الأخلاق فهو إما اعتباطي أو كاد أن يكون أحمق. و بذلك لا نريد أن يكون في وطننا حمقى يزيفون الحقيقة و يشوهون جمالية تراثنا الذي يصنع تاريخنا و يبصم هويتنا كشعب معروف بتعدده و غناه الثقافي و الحضاري.

على الجميع أن يعلم أن موسم إملشيل هو موسم ياتي بعد الانتهاء من جمع المحاصيل الزراعية بقصر أيت عمر القريب من مركز إملشيل، وحري بالإشارة أنه لم و لن تباع النساء فيه بل الزواج الجماعي هو الذي كان و يكون سيد نفسه، لما له من طقوس ثقافية و أبعاد اجتماعية و سياسية بالمنطقة و من لم يوظف قلمه وحدسه من أجل الحقيقة فلابد أن نؤكد له أنه من فصيلة اللاأخلاقيين.

error: Content is protected !!
مستجدات
حميد زيان يترأس لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي العربي الإفريقي للفيلم الوثائقي بزاكورة الافتتاح الرسمي لمؤتمر الاتحاد الاشتراكي ببوزنيقة: محطة جديدة في مسار النضال الديمقراطي جمعية ناس زمان تعقد شراكة فنية وثقافية مع اتحاد الفنانين المغاربة بدار الشباب هرهورة بني ملال تستعد للاحتفاء بالفن والتراث في الدورة السادسة لمهرجان عين أسردون الدولي للفنون التشكيلية “لمسة إنسانية على مقاعد الدراسة: الجمعية المغربية لمساعدة الأطفال تساهم في تأثيث مدرسة عبد الرحمان ب... فاسفونيات”.. أمسية فنية تحتفي بنجوم الإبداع المغربي في بروكسل مركز “حضن الطفل” بسلا.. رسالة حب وأمل في رعاية الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة جيل "زاد" بين القيم الجديدة وتحديات الواقع قراءة مقارنة بين إيطاليا، فرنسا، بريطانيا،ألمانيا، اسباني... مبادرة صحية في مدرسة عبد الرحمان بن عوف الابتدائية بسلا: الكشف المبكر عن صحة التلاميذ نظمت جمعية شفاء حملة طبية متعددة التخصصات بمناسبة أكتوبر الوردي بتمارة