فضاء المرأة

حوار بين جنسين

un-h

أمينة الرفاعي “نهى بريس”

في احدى لقاءاتي مع صديق لي بإحدى المناسبات، طرح على سؤال – بهدف الاستفسار أو الاستفزاز لا أعلم بالذات – فقال: ماذا تعني لك المناصفة التي تنادين بها باستمرار في حواراتك ونقاشاتك العامة؟ فقررت أن أجيبه وأجيب كل رجل طرح على نفس السؤال، فقلت: الجواب عزيزي الرجل: هو أنني لست امرأة تشمل جميع الشخصيات، وتؤمن بمختلف الأهداف التي تؤمن بها جميع النساء المغربيات. ولكنني عزيزي سيدة تمثل صوتا من بين أصوات متفرقة، تجمعنا نقط مشتركة بكل أعضاء هذا المجتمع، فالمرأة ليست بحاجة للمسيرات والنضالات بصوت مرتفع حتى تتمكن من الحصول على كرسي الى جانبك في البرلمان، والبلدية والمقهى والمدرسة……….

المرأة دائما تعيش ثورة داخل محيطها ضد ما تتعرض له من زمت وخنق عشرات المرات في اليوم، من زوجها وصديقها وأبيها وزميلها. فما يجعلنا عزيزي نتموقع في هاته المواقف ليس كما تحسبه أنت ضعف ووهن، بل هنالك معوقات أنت أيضا سبب في انتاجها، وتتمثل أساسا في: العائق المعرفي أولا والذي أعتبره أهم عائق يقف أمام تطور البشرية جمعاء ليس المرأة فحسب. فلو تعلمت كل نساء هذا البلد، لما حصدنا ضحايا التعنيف بكل أشكاله. أضف الى ذلك العائق السياسي والاقتصادي مما يؤدي الى انتاج وضع اجتماعي منحط تتخبط فيه السيدة يوما بعد يوم. فأنا هنا لا أمثل هيأة دفاع عن الضحية، ولا أقبل لعب دور الضحية في أية حال من الأحوال. ولكنني أريد دق ناقوس الخطر الذي يتهدد كل نساء هذا البلد، والذي يهددك أنت أولا أيها الرجل، ويهدد استمرارية سلطويتك في بقية الأزمنة والأمكنة. انني أضع أصبعي على نقطة حية بين احداثيات خارطة مجتمع ينادي بالحرية والديمقراطية والمساواة، لكنه في العمق المظلم يفرض سلطوية الرجل على المرأة، ويعيد انتاج بنية تقليدية متحجرة لا تتقبل التغيير. عزيزي أرجو أن أكون قد قدمت لك الاجابة الشافية، وتقبل تحياتي الصادقة من امرأة تسعى دائما إلى اشراقة جديدة صافية في مجتمع مظلم.

زر الذهاب إلى الأعلى
مستجدات