شيماء الامغاري //نهى بريس//
نظمت الثلاثاء 12 ابريل 2016 جمعية الهدى لإدماج المعاق، بمعية جمعية شباب المستقبل للتنمية المستدامة و إدماج المعاق، و جمعية النجوم الذهبية للثقافة و التنمية و الفن و الرحلات و إدماج المعاق المنتدى الوطني لذوي الاحتياجات الخاصة في دورته الأولى تحت شعارا اكراهات الحاضر و تطلعات المستقبل.
تأسست جمعية الهدى سنة 2014 تحت رئاسة السيدة السني ليلى، سيدة بشوشة قررت أن تحمل رسالة إنسانية و نبيلة، تتجلى في رعاية المعاقين، لتقوم بمعية باقي أعضاء المكتب المسير، بتسخير مجهوداتهم لخدمتهم و التخفيف من معاناتهم، رغم العراقيل و الصعوبات المتمثلة في ضعف الدعم السنوي و الإمدادات المالية و التبرعات ،وقد أخبرتنا السيدة ليلى عن اضطرارهم غالبا للتصرف من مالهم الخاص، لأجل تغطية احتياجات المعاقين، لكنها لا تكفيهم لسد كافة المصاريف .
و قد استهل المنتدى أولى نشاطاته بافتتاح معرض أقيم بغرفة الصناعة التقليدية بمكناس، لعرض المنتجات التقليدية للعارضين المصابين بإعاقة حركية، كرسالة للمجتمع ككل، مفادها أن المعاق ليس إنسان عاجز أو عالة على أسرته، و على المجتمع،فالمعاق شانه شان كل إنسان طبيعي يستطيع الابتكار و الإبداع خاصة في ميدان الصناعة التقليدية كالخياطة و النجارة السيراميك و الرسم على الزجاج، إذا ما توفرت له البيئة السليمة و تلقى التكوين المناسب، يستطيع آنذاك اكتساب المهارات و التقنيات اللازمة التي تخوله ليصبح صانعا حرفيا و مهنيا، و بذلك يستقل بذاته و يعيلها و ينشا أسرة و يعيش بكرامة، كما تم عرض مجموعة من الكتب التي تهم مواضيع مختلفة متعلقة بالأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة للدكتور حسن الصويني المصاب بإعاقة بصرية لم تمنعه من التحصيل على شواهده و الإبداع في مجال الكتابة.
و قد اختتم المعرض الصباحي بمأدبة غداء، نظمها المنتدى لفائدة الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة ،كما رحبت الجمعيات المنظمة بذويهم. اسر رابطهم المشترك طفل أو أكثر، مصابون بحالة إعاقة و ظروف اجتماعية قاهرة، فضيق ذات اليد أمام التكاليف الباهظة للعلاجات كالترويض و الأدوية المكلفة ،تذرف معها هذه الأسر دموعا لا تجف، كلما رأت فلذات كبدها تعاني و هم مكتوفوا الأيدي لا يملكون سوى الدعاء أمام ضعف الإمدادات آو المساعدات المادية، إن لم نقل شحها وضع تضطر معه الأسر للتسول رفقة أطفالهم المعاقين، لتوفير اثمنة الأدوية و العلاجات المكلفة و حسب تصريحات أدلت بها أم لفتاتين مصابتين بإعاقة ذهنية، أخبرتنا بأنها تقوم بتقسيم حبات الدواء على فترة زمنية متباعدة، حتى تتم علبة الدواء الشهر، على خلاف ما وصفته لها الطبيبة و هي حبة دواء كل يوم، سألناها إن لم تكن تخشى تدهور حالة ابنتها ،أخبرتنا بأنها لم تجد حلا أخر نظرا لضيق ذات اليد و اضطرارها لمراعاة الفتاتين بفرض عليها لزوم البيت، مما يمنعها من العمل . و أجرة زوجها الشهرية لا تكفي لتغطية كافة المصاريف ، كما أخبرتنا بأنها طرقت أبواب عدة جمعيات لأجل مساعدتها في تكاليف علاج ابنتيها لكنها غالبا ما تقابل بوعود لا تتعدى حدود الكلام، دون تطبيق فكيف ستتدبر مبالغ الحفاضات و الأدوية و الترويض.
سيدة أخرى تشاركت معنا همومها و معاناتها اليومية مع ابنها المعاق و التي بدورها أثقلت كاهلها تكاليف العلاج، فتخلت عنها لتترك ابنها للأقدار، فزوجها يعمل يوما و يجلس أخرى لا معيل لهم سوى ما تتلقاه من بعض المحسنين ،و غالبا ما تضطر للتسول رفقة ابنها في الحافلات، أما الجمعيات فقد منحتها إحداها كرسيا متحركا و لم تتمكن من أن توفر لها تكليف علاج ابنها.
و قد قامت جريدة نهى بريس الالكترونية باستضافة أمين المال لجمعية الهدى لإدماج المعاق السيد العباري سعيد .
س- هل يمكنك إعطاءنا فكرة أو نبذة عن المنتدى الوطني لذوي الاحتياجات الخاصة ؟
ج- المنتدى الوطني لذوي الاحتياجات الخاصة ،جاء كبداية لملتقيات قادمة و مقبلة،و يهدف بالأساس تسليط الضوء على الأشخاص في وضعية إعاقة ليحس بأنه غير منبوذ، و بان المجتمع يهتم به و يرعاه ، من خلال أنشطة مختلفة يتضمنها برنامج المنتدى كالقيام بندوات و أنشطة ترفيهية لفائدة الأطفال المعاقين و منحهم جوائز لأجل إبهاجهم و إدخال السرور لقلوبهم،فهم كسائر الأطفال يملكون مواهب رائعة في ميادين مختلفة، كالرسم تحتاج فقط للتاطير و الدعم ،نغير أن ضعف الإمدادات المالية و الدعم السنوي الهزيل الذي تتلقاه الجمعية لا يكفي لسد مختلف حاجياتهم و يقف عائقا أمام تحقيق برنامج المنتدى الذي يعول بجزء كبير على دعم أعضاء المكتب المسير و بعض هبات المحسنين . و النقطة التي اسطر عليها و أؤكد على أهميتها هي ضرورة تكوين و تاطير المعاق فالبنسبة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي سطرت عدة مشاريع مضرة للدخل لفائدة ذوي الاحتياجات الخاصة، اقتصرت فقط على ذوي الإعاقات الحركية ،و لم تشمل مشاريعها باقي الحالات و استثنتها، مما يرسخ فكرة تهميش المعاق إعاقة ذهنية ،كما أن الإدارة وضعت شروطا و إجراءات إدارية و مساطر معقدة يصعب على المعاق القيام بها في حين انه كان من الأحرى و الأجدر بهم مراعاة الوضع الخاص للمعاق و صعوبة التنقل التي يعاني منها و تسهيل الإجراءات حتى يستفيد اكبر عدد ممكن.
س- هل سبق لجمعية الهدى لإدماج المعاق أن استفادت من منحة أو هبة أو دعم دولي ؟
ج- لا بتاتا لم يسبق و أن تلقت جمعيتنا أية هبات أو دعم من أية جهة كانت، حتى أننا قمنا بتنظيم حفل طهارة لفائدة الأطفال المعاقين اضطررنا لتحمل كافة النفقات من ألبسة و أدوية و المأدبة التي أقيمت احتفاءا بهم.
س- هناك الكثير من الجمعيات التي تتاجر بماسي ذوي الاحتياجات الخاصة، و تتخذهم ذريعة لجمع التبرعات، إذ تبقى الشعارات التي ترفعها و المؤازرة لهم مجرد حبر على ورق و يبقى الواقع مرا كما هو ما هو تعليقكم؟
ج- لقد فقد العديد من الأشخاص في وضعية إعاقة ثقتهم بالجمعيات لكثرة خيبات الأمل التي يتلقونها و الوعود الكاذبة، اذ تقوم العديد من الجمعيات بالمتاجرة بآلامهم و ذممهم و براءتهم، و تتخذهم وسيلة لتحقيق أهداف و مأرب شخصية بعيدا كل البعد عن الهدف المنشود ألا وهو مد يد العون لذوي الاحتياجات الخاصة،و قد صرح لنا العديد من المنخرطين أن بعض الجمعيات كانت قد طالبتهم بمبالغ ضخمة للاستفادة من الكراسي المتحركة و آلات الاعتكاز، التي هي في الأصل هبات ومن حقهم المشروع أن يستفيدوا منها دون مقابل .
س- كأمين مال لجمعية الهدى لإدماج المعاق، ماذا تقترح كخطة لتغيير و تحسين أوضاع المعاقين؟
ج- اقترح أن يتم تشييد فضاء خاص بالمعاق، يتضمن كل المرافق الأساسية من تطبيب و علاج و ترويض، و أن يكون مرفقا بأطر متمرسة لتاطير المعاقين، و توفير التكوين المهني لذوي الإعاقات الحركية، في مجال الصناعة التقليدية و الخياطة و تصليح الآلات المنزلية، و اقترح أيضا أن يتم تأسيس حضانة حتى تتمكن الأمهات من ترك أبنائهن، و الذهاب للعمل حتى لا يضطررن للتسول بهن في الشارع و توفير حافلات للنقل نظرا لصعوبة التنقل التي تواجه الشخص المعاق.
و في المساء نظم المنتدى ندوة فكرية استهلت بآيات من الذكر الحكيم و تلاوة النشيد الوطني، و قد تم خلال الندوة، مناقشة ثلاث محاور: أولها الصحة و الإعاقة ،من إعداد و إلقاء الدكتور حسن الصويني أستاذ و مرشد تربوي بمعهد المنظمة العلوية لرعاية المكفوفين بمكناس، ثم المحور الثاني فعنوانه الإعاقة و القانون إعداد و تقديم الدكتور عبد الله الطاهري، تلاها المحور الثالث تطرق لموضوع الدين و الإعاقة إعداد و تقديم الدكتور عبد العالي ملوك.
وفي ختام الندوة تم تكريم مجموعة من الشخصيات التي ساهمت في مد يد العون سواء المعنوي أو المادي لفائدة ذوي الاحتياجات الخاصة، و يبقى المنتدى الوطني لذوي الاحتياجات الخاصة مشكورا على بادرته الطيبة التي سلطت الضوء على فئة تعاني الكثير من الألم، و خصصت برنامجا لإدخال البهجة و السرور لقلوبهم و إسعاد عائلاتهم أيضا، و قد كان هذا اللقاء فرصة للقاء فيما بينهم و تشارك الأحزان و المعاناة التي يكابدونها مع فلذات كبدهم أمام ضعف الإمكانات المادية و تكلفة العلاج .