مع ظهور السيلفي لم نعد بحاجة إلى مصور لالتقاط صور خاصة بنا فكل ما نحتاجه هو هاتف ذكي و كاميرا أمامية لنلتقط ألاف الصور الذاتية بوضعيات مختلفة و أماكن متعددة لنخلد أجمل اللحظات رفقة العائلة أو مع الأصدقاء أو مكان العمل و نكون خزانة ضخمة من الصور الرقمية التي تخلد مختلف مراحل حياتنا.
و قد أصبح السيلفي أكثر نشاطا في العالم الافتراضي لارتباطه بمواقع التواصل الاجتماعي حيث نجد العديد من الشخصيات السياسية و نجوم عالم الفن و الأدب يشاطرون صورهم مع متتبعيهم و معجبيهم و ليس شرطا أن تكون مشهورا لتلقى صورك إعجاب الملايين فيكفي أن تلتقط لك صورة على احد الأبراج العالية أو ناطحة سحاب أو قمة جبل وتحميلها على احد المواقع الاجتماعية لتحصد ملايين اللايكات و التعليقات التي قد تكون سببا في شهرتك و قد اعتبر بعض المحللين السيلفي بمثابة هوس و حب للذات أو النرجسية إذ ما تحول لإدمان فقد نجد البعض ينشر صورا تغطي كل أحداث يومه بأدق تفاصيله .
كما أثبتت إحدى الدراسات أن صور السيلفي قد تتسبب في كآبة البعض ممن يشاهدون أصدقاءهم و هم يقضون أوقات ممتعة في أماكن مختلفة في العالم أو يتناولون طعامهم بإحدى المطاعم الفاخرة فأصبحت صور السيلفي ترتبط بالتفاخر و التباهي الاجتماعي ولا تقتصر ظاهرة السيلفي على فئة عمرية محددة بل انتشرت لتشمل كافة الفئات العمرية و مختلف الشرائح الاجتماعية .
و قد طرحنا السؤال على مجموعة من الشباب حول رأيهم بالسيلفي و عرض الصور على مواقع التواصل
أحلام أخبرتنا عن حبها لالتقاط صور لها تمكنها من تاريخ كل اللحظات التي تعيشها سواء كانت سعيدة أم حزينة ومشاركة صورها على الفايسبوك يمنحها الإحساس بأنها محبوبة من طرف أصدقائها الذين يتفاعلون معها من خلال تعليقاتهم و مشاركاتهم .
أسماء أخبرتنا عن هوسها بالموضة و الأزياء و برغبتها في استشارة رفاقها حول رأيهم فيما ترتديه من ملابس و لذلك فهي دائما تلتقط صورا لها و تضعها بحسابها على الانستغرام لتعرف ردة فعل متتبعيها .
سمير يحب السفر كثيرا و غالبا ما يذهب لوحده لذا فالسيلفي يمكنه من التقاط صور له في الأماكن التي يزورها دون حاجة لان يطلب من احدهم التقاط صورة له خاصة بعدما تعرض للسرقة في احد المرات التي استعان فيها بأحد المارة ليلتقط له صورة ليلوذ بالفرار سارقا هاتفه الذكي .
لقد أصبح السيلفي أكثر شيوعا لسهولة استعماله و قد قامت بعض الشركات بصنع ما يعرف بعصا السيلفي لتسهل من عملية التقاط الصور الذاتية و إضفاء رونق خاص عليها ليصبح السيلفي الانا الذي يرافقني و يخلد لحظات من حياتي .
شيماء الامغاري – نهى بريس