كشفت مصادر مطلعة، أن أحد أسباب تأخير الأمم المتحدة لتقريرها حول الصحراء هو تقييم السياسة العسكرية الجديدة للجنرال عروب في الإقليم، وقد ركز عليها الجزائريون بشدة في لقاءاتهم مع مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة “كريستوف روس”، وانضمت إليها إسبانيا بعد سقوط مروحيتها العسكرية “سوبر بوما” في مياه مدينة الداخلة، مزودة بالوقود من موريتانيا وأكد الحادث على مستجد يكرس عمل المغاربة على اعتبار الصحراء حدودا مغربية خالصة، فالمغرب لم ينقذ الربابنة والذين عثر عليه أمس، لضعف التنسيق، ولأن الطائرة لم تطلب ترخصيا بل أخبرت المغرب بالمرور فقط قبل سقوطها في مياه البحر، وأبلغت الرباط مدريد بمعلومة خاطئة عن مصير المفقودين، وردت إسبانيا على الترتيبات المغربية الجديدة برا وجوا في الصحراء بدخول السفينة العسكرية “إيل كامينو إسبانيول”، دون إذن أو ترخيص إلى مياه الصحراء المغربية، وأعلمت الأمريكيين والناتو بقرارها.
وأضافت “الأسبوع الصحفي”، في عددها الصادر لهذا الأسبوع، أن تقرير للبنتاغون كشف الاجراءات العسكرية الجديدة التي يقودها الجنرال عروب، أبرزها حفر خنادق عميقة لمنع تسلل الصحراويين خارج الجدار الرملي، كي لا يكرر البوليساريو ما قام به الحوثيون في حرب اليمن باقتحامهم لجازان في عمق الأراضي السعودية، ومنع البوليساريو من هذا العمق داخل الأراضي المغربية، إجراء احترازي، اعتمده الجيش المغربي أخيرا.
وحسب ذات المصادر، فإن التقرير كشف كذلك عن منع الصحراويين الحاملين للجوازات الجزائرية والموريتانية من دخول العيون، وباقي المنافذ، ويجري هذا الإجراء في إطار مكافحة التجسس التي “جمد” إجراءاتها الجنرال بناني، وتقدمت في عهد عروب، القادم من مكتب متخصص لمكافحة التجسس، والوصول إلى إطفاء “عيون” موريتانيا والجزائر، كخطوة لإزالة التوتر في الصحراء.
وأشار ذات التقرير إلى محاكمة جواسيس مغاربة باعوا معلومات لموريتانيا في مرحلة أولى، وتقليص حركة الموريتانيين على أراضي الصحراء يهدف في مرحلة ثانية إلى حجب المعلومات عن الجارين المغربي والجنوبي، ويحول الإقليم إلى نقطة معزولة، في زمن التحولات الجذرية التي تعرفها الجزائر، تحديدا على صعيد مخابراتها، والمتعاونين معها في المنطقة، ويجهض المغرب هيكلة الخلايا الموجودة أو بناء أخرى جديدة في عهد الجنرال طرطاق.